السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

رسالة تأكيد الحجة على الشيعة

صفحة 462 - الجزء 1

  ولقد رجوت أن يصلح الله بي أمر هذه الأمة، ويلم شعث العترة، ويفقأ عين الفتنة، ويجمعكم على كلمة الحق يا معشر الشيعة، ويرحض عن أديانكم درن العداوة بماء الصفاء والمودة، فأي أرض تقلكم، وأي سماء تظلكم، ومن يجيركم من ربكم إذا عصيتم، قال رسول الله ÷ «فتداركوا أنفسكم بالتوبة إلى الله تعالى، فليس بمسيء من أعتب، وأقبلوا فإن التوبة مقبولة، واستغفروا فإن الذنب مغفور.

  وإن تماديتم في الخذلان، وقلتم كان وكان، وأخبرنا فلان عن فلان، فأعدوا بلا مرية ولا فرية خلوداً للنيران، وقلوباً للأحزان، فإنكم لا تسترون بعدها بدنيا ولا آخرة، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.

  أتظنون أني أنام ملئ عيني على وثير الوساد، والفسق ظاهر في البلاد، والعناد شامل للعباد، والله ما هو إلا تجريد السيف، ثم لا أغمده الشتاء والصيف، حتى يعرف اللهَ تهعالى من أنكره، وينسى الشقاق من ذكره، فإن آخر هذا الدين لا يصلح إلا بما صلح به أوله، دعا رسول الله ÷ إلى الدين والمعجزات شاهدة، فقالوا: ساحر كذاب، فلما أمره الله تعالى بضرب أعناقهم، دخلوا في دين الله أفواجاً، ونحن أبناء ذلك الرجل.

  فالحمدلله الذي استخلفنا في بلاده، واستأمننا على عباده، وليس لنا توسيع في الغفلة، ولا رخصة في المهلة، وكيف ونحن وكلاء الله، المستأجرون بجنات النعيم، وفي ذلك ما روينا عن النبي ÷ أنه قال «عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام، وليٌّ من أهل بيتي موكل يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا ا أولي الأبضار، وتوكلوا على الله»، فالأمر كما ترون ناجز بناجز، وهذا عن التسهيل أكبر حاجز.