[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]
  إلى سنة النجاة، والسلامة في الدنيا ويوم القيامة، ومن استطاع منكم أن ينصح سلطانه فإنه يجب عليه من طاعتنا مثل ما يجب عليكم، وإنا نبذل له الإنصاف الذي يليق بمثله، من تسويغه ما في يده، وإقراره على ما في ملكه، على أن يخلص لله سبحانه نيته، ويمحض توبته، ويقبل على عبادته، فما أحسن من ملك شاب تقي، مقبل على طاعة الملك العلي، مجاهد بين يدي عترة النبي ÷، فليس بأول ملك آثر الآخرة على الدنيا، وعمل في الأولى للأخرى، فكيف به وملك مقر في يده على أحسن قضية، ونعوذ بالله أن يعترضه ما اعترض بعض الملوك، وقد بعث الله إليه نبياً من أنبيائه، فقال له ذلك النبي: أيها الملك أرسلني الله إليك أدعوك إلى طاعته على أن يؤتيك ثلاث خلال:
  الأولى منها: أن يردك شاباً، ويقرك على ملكك، ويدخلك الجنة.
  ففكر في نفسه فعلم أنه قد أنصف، فقال: أفعل، فدخل عليه وزيره المخذول، فقص عليه القصص، فقال: ما جاءك بشيء:
  أما قوله: يقرك على ملكك، فمن قد غلبك عليه حتى يرده عليك.
  وأما رده لك شاباً: فإنما يأتي بخضاب يسود شعرك، وأنا أفعل ذلك لك.
  وأما وعده لك بالجنة: فإنما وعدك أمراً غائباً، لا تدري أيكون أم لا يكون، فكان ذلك سبب هلاكه، وزوال ملكه، ولو قبل النصح لكان من الفائزين.
  وقد علمتم تشفقنا عليكم مرة بعد أخرى، نقول لعل الله عطف قلوبكم إلى الحق، فأنتم رجال الدنيا، وأهل الصبر في المواطن، ونريد أن تكونوا رجال الآخرة، وأن يكون جهادكم هذا لله، وبين يدي عترة رسول الله ÷، فإنه صلوات