السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الكرامات المشهورة الظاهرة

صفحة 53 - الجزء 1

  ومنها: ما علمناه من الفقيه عبد الرحمن بن محمد المحلي الشافعي أنه كان يسب الإمام ويتعمد ذلك بحضرتنا، حتى قال في بعض الأيام: متى اخضرت هذه السارية قلتُ بإمامة عبد الله بن حمزة، فدعا عليه من كره ذلك من محبي الإمام #، فما دارت عليه الجمعة الثانية، فشنق يوم الأربعاء وصار عبرة للعالمين.

  ومنها: ما حكي عن السلطان يحيى بن سبأ الذعفاني الشهابي أن رجلاً أتى إلى الإمام # وقد تقلعت أضراسه، ما بقي منها إلا ضرس واحد، فآلمه ألماً شديداً، فوضع الإمام # يده المباركة على ذلك الضرس ودعا له، فعوفي من ألمه، وعادت أضراسه على أحسن قضية.

  ومنها: ما رواه الشيخ علي بن سلمان الحرازي أنه دعا في حراز إلى طاعة الإمام # فاتفق برجل يقال له حسن بن أحمد البعثري - وهو مقلد للباطنية - فأدخله منزله وجمع أولاده فمنهم رجل مقعد لا يستطيع قعوداً ولا قياماً منذ تسعة أشهر، قال فقرأ عليه شيئاً من مصنفات الإمام # فكان لها تأثيراً في قلوبهم، وسألني رقوة ببركة الإمام # لمشافهته له ووصولي من عنده، فوضعت يدي عليه ودعوت الله تعالى بنيه خالصة أن يجعل تعجيل عافيته سبباً لميل قلوبهم وطاعتهم، وانصرف فجاء أحد أولاده فسأله أبوه عن أخيه المقعد، فقال عوفي ومشى على رجليه، ثم بايع ودخل في الطاعة.

  ومنها: ما حكاه سلمان بن محمد بن عليان أنه جرى بينه وبين الشريف المعروف بالمشرقي - وهو مطرفي -، وبين سلمان بن مفرح الضريوه بثُلا كلام، فقال المشرقي: من كفرنا فهو كافر، ومن سار بغير سيرة أهل البيت فهو فرعون من الفراعنة - يريد بذلك الإمام # -.