السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الكرامات المشهورة الظاهرة

صفحة 54 - الجزء 1

  قال ثم دُعي للغداء فزلت به قدمه، فعصفها، فخر مغشياً عليه، فحمل إلى المسجد ورش عليه الماء، وورمت رجله، فكان يصيح منها ليلاً ونهاراً من شدة الألم خمسة أيام ولياليها، ثم انفجرت رجله بالقيح من مواضع كثيرة وأقامت تسيل ثلاثة أيام ولياليها، ولبث في مضجعه قدر أربعين يوماً، فما وقع منه إعتبار ولا زاده ما نزل به إلا عداوة وشدة نفار.

  ومنها: ما رواه يحيى بن محمد الفطيح - وظاهره الثقة - عن رجل أراد نساخة مطاعن محمد بن نشوان على الإمام #، وأراد بذلك نشرها، فشرع في نسخها قدر ثمانية أسطر فيبست له ثلاث أصابع من يده، فألقى الكراسة وأمسك ساعة، ثم عاد للنساخة وقد لامت أصابعه، فيبست مرة أخرى، فأمسك أياماً عن النساخة، ثم نسخ ثماني قوايم فأصابه الله تعالى بوجع في إحدى عينيه، ونجم حوليهما ثلاثة أثاليل فرمى بالكراسة من يده، وانضجع من شدة الوجع، وتاب إلى الله تعالى، وعزم على ترك النساخة فعوفي، وكانت عبرة ظاهرة لمن شهدها.

  ومنها: أن رجلاً من أهل مدع⁣(⁣١) قال أردت أشتري بيضاً من رجل له دجاج كثيرة وعلم أني أريده للإمام #، فكره ذلك وجحد وامتنع من البيع، فأصبحت الدجاج والديك موتى جميعاً.

  وحكى القاضي علي بن سليمان البكيلي عن جماعة منهم - وكانوا مطرفية المذهب - أن شريفاً بايعه في كبش أراده للإمام # فامتنع من بيعه كراهة لذلك، فأصبح كبشه ميتاً.


(١) مُدع - بضم الميم -: قرية من عزلة المصانع، ناحية ثلا، جنوب غرب هجرة قاعة.