السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الكرامات المشهورة الظاهرة

صفحة 56 - الجزء 1

  ومنها: ما حكاه الشريف عبدالله بن يحيى بن موسى العباسي، قال: وقع جدب في البلاد وقحط فجمعت أهل الشظية قوم من الصيد وحضضتهم على نذر للإمام # على بلدهم، فنذروا إلا أهل درب البير ودرب الذيب، فإنهم كرهوا النذر فأتى الله سحابة بمطر غزير من جهة لم تجر العادة أنهم يمطرون منها، فسقى وطن البلد خاصة وسال السيل بين الوطنيين، قال: فسقى هذا وترك هذا، ثم عاد المطر مرة أخرى على الحدود المتقدمة من غير زيادة ولا نقصان.

  ومنها: ما حكاه غلاب بن الظبي وقد أتى هو وولده بنذر للإمام # قال: أصاب ولدي هذا مرض أشفى منه على الموت وأقام منه ثلاثة أيام ولياليها لا يذهب، ويئس أبوه وأمه من حياته، فنذروا ذلك النذر فخرج أبوه منه وعاد من ساعته وقد أفاق، وهو يقول: أبشروا فإني عوفيت، وقد رجعا - يعني الملكين - ابشروا فإني أعمر ثلاثاً وسبعين سنة، ولا أموت إلا في يوم الخميس الثالث من شهر رجب.

  ومنها: ما رواه السلطان شمر بن علي بن مالك قال أردت ضيفة الإمام أيام قدومه إلى مسور⁣(⁣١)، وكانت والدتي مقعدة من مدة طويلة وامرأتي والدة ولا أجد من يقوم بذلك، فخرجت وأنا مهموم، وعدت إلى المنزل، وإذا بوالدتي تمشي سوية، فقلت: ما السبب؟ قالت: مَنَّ الله بالعافية، فقامت بإصلاح تلك الضيفة فزادني ذلك يقيناً في أمره #.


(١) مسور: واد وعزلة في بلاد خولان العالية.