[رؤيا الفقيه الحسن بن عمر القرشي]
  لفي يده، وأنا أقبلها، وأنا أقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، أنت إمام المؤمنين حقاً حقاً، فاعتقدت من ساعتي متابعة الإمام # بالمذهب والاعتقاد ظاهراً وباطناً، وأشهدت على ذلك الشريف أبا علي، والفقيه منصور، والشريف السيد الإمام محمد بن خالد، وفارقت الشريف يوسف بنية المثول بين يدي الإمام #، فلما وصلت إلى مكة حرسها الله قَلّ ما بيدي، وبقيت منتظراً جواب أمير المؤمنين إما بالإقامة أو الظعن، والله تعالى يقدر الخير ويقضي به.
  وكتب بتاريخ العشر الأولى من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
  ومنها: ما جاء منه أيضاً في كتاب تاريخه لخمس وعشرين ليلة خلت من ذي الحجة، آخر سنة تسع وتسعين وخمسمائة، قال في كتابه:
  ومما يجب المطالعة به، وإفشاؤه بين الجماعة، أن خادمة للإمام(١)، ظعينة لي، وهي أم أولادي، كانت معينة لي في أول إظهاري هذا الأمر، إلى أن ظهر منها اعتزال وهجران، فرأت كأنها في أرض فلاة، فإذا بشرر من النار من السماء يسقط عليها، أمثال الفِهرة(٢)، وإذا برجال بيض بأيديهم سيوف مشهورة يريدون ضربها، فكأنها تقول: يا سادتي أتوب إلى الله تعالى مما خالفت فيه، تكرر هذا القول مراراً، إذ رأت كأن غلاماً - يكون عمره من العشر سنين فما حولها - قد جاءها فألقى عليها رداءه وزجر أولئك عنها، وانثنى إلى السماء فأمسك ذلك الجمر، وكأنها تسأل عن ذلك الفتى، من هو؟ فقيل لها: هذا الإمام المعصوم محمد المهدي بن الإمام المنصور، فأقبلت تقبل يديه ورجليه، ثم انتبهت وتابت إلى الله سبحانه من مخالفتي، واتبعت رأيي.
(١) خادمة للإمام: باعتبار الولاية لا باعتبار الملك.
(٢) الفِهرة: الحجر مقدار ما يملأ اليد.