السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فتح ذمار]

صفحة 83 - الجزء 1

  منهم ولم يأمن شرهم، فأمرهم بالنزول عن ظهور الخيل فلم يفعلوا، فنزل عن ظهر فرسه وأمر السلطان بالنزول، فلما رأوهما نزلا تنادروا من خيلهم جميعاً، وذلك عادتهم إذا نزل سلطانهم، فلما نزلوا ركب وأمر بقبض خيلهم واستحلفهم على الطاعة، وأمر الشيخ عمران بن زيد بتزليجهم آمنين إلى جهة اليمن، وعجب السلطان من حسن نظره، وحضور خاطره، وجودة تدبيره في ذلك الوقت.

  وكتب # إلى صنعاء بالنصر على جند ذمار فوصل الكتاب وعندهم الخبر قبله.

  ومثل ذلك: رواه جماعة من أهل صنعاء ثقات أن فتح صنعاء اشتهر وظهر بمنى يوم العيد وتحدث به الناس، وحضرت صلاة المغرب فأذن المؤذن بحي على خير العمل فأعلن الناس التهليل من أقطار المحطة؛ لأنهم لم يسمعوا ذلك منذ ملك سيف الإسلام البلاد، قال مرحب بن سلمان: ولما دنى الليل سألنا الإمام # أن ينزع الدرع من ظهره لأنه ما فارقها من أول المحطة من صنعاء ليلًا ولا نهارًا وهي درع ثقيلة جدًّا، مع إدمان الصوم، ومرض أصابه، واشتد عليه في تلك الأيام.

  وأتاه مشايخ أهل ذمار فسألوه الوقوف ذلك اليوم ليخلصوا ما بقي عندهم من ودائع الغز وآلاتهم فساعدهم إلى ذلك، وأقبل الناس من كل جهة للسلام عليه والنظر إليه والتبرك به، وحكى في السيرة ما قيل من الأشعار في ذلك وقبله وبعده.

  ومما يدل على شدة بأسه #: أنه لما أقبلت إليه جنود العجم ومعها العرب وهو في كوكبان والخيل على ما قيل ألفي حصان، فأما الرجل فلا يعرف قدرهم، فخرج # من الحصن في لقائهم للحرب إلى طرف جبل الطلع،