السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فتح ذمار]

صفحة 84 - الجزء 1

  يقال له إلى موضع يقال له اللظية⁣(⁣١)، وأقام هنالك ورتب القتال والصوت ينقل بينهم، فأقام هنالك مائة ليله وست عشرة ليلة في مقابلة العدو، فلما عجزت العجم عن قهره وأميرهم يومئذ فُليب مالوا إلى الصلح، فقال # في تلك الأيام شعراً يذكر الأعاجم ومقاتلته لهم في الصحراء، وهي خمسون بيتاً منها قوله:

  سَائِل فُلَيْبَ وفُرسَانَ الشَّآمِ وَمَنْ ... قَد كَانَ فِي يَمَنٍ آسادُ غَابَاتِ⁣(⁣٢)

  عُجْمَاً وعُرْبَاً ألَم أُصحِر لِحَربِهِمُ ... والقومُ فِي لَجِبٍ جَمِّ الجَمَاعَاتِ⁣(⁣٣)

  كَانَ المُنَاخُ شُهُورَاً لَا رَسُولَ لَنَا ... وَلَا لَهُم غَيرُ بِيضِ المَشرَفِيَّات

  وَهُمْ يَرُومُونَ فِينَا مَا نَرُومُ لَهُم ... كُلٌّ يُحَاوِلُ مَا يَذرِي ومَا يَاتِي

  كَتَائِبٌ كَجِبَالِ الرُّومِ شَامِخَةً ... نَبَاتُهَا من دِقَاقِ السَّمهَرِيَّات

  كَم حَومَةٍ قد مَلأناَهَا وهُم عِلَقَاً ... بِسَفْح وَاقِطَ تُزرِي بِالحِكَايَاتِ⁣(⁣٤)

  ومَاجِدٍ قد أطَارَ السَّيفُ هَامَتَهُ ... مِنَّا ومنهم صَريعٌ فِي المَنَاصَاتِ⁣(⁣٥)


(١) اللظية: موضع قريب من جبل ضِلَع.

(٢) فليب: هو قائد الجيوش الأيوبية، ومدبر أمور الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل بن الملك العادل، وكافله وكافيه، لأن الملك المسعود خرج إلى اليمن وهو صغير في أواخر سنة (٦١٢) ه، فدبر الفليب هذا شؤون مملكته، وأمور دولته، وللفليب مع الإمام المنصور بالله # وقعات كثيرة، أثناء إقامة الإمام # بمخيمه باللظية، يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى، وتوفي الفليب (٦١٨) هـ تقريباً.

(٣) أصحر: إذا برز.

(٤) حومة البحر والرمل والقتال: معظمه، أو أشد موضع فيه. وعلقاً: أي قطع الدم. وواقط، لعله من المأقط كمنزل: موضع القتال. وقوله: ملأناها وهو: أي مأناها نحن وإياهم.

(٥) المناص: الملجأ.