السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة الإمام #]

صفحة 88 - الجزء 1

[مقدمة الإمام #]

  ، وبه نستعين

  الحمد لله على تظاهر آلائه، وحسن بلائه، وصلى الله على محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: فإنا وإن كنا من سلالة النبيين، وذرية المرسلين - وكانت نعمةً من أجل النعم، وقسمةً من أفضل القسم - فإنا نعلم أن للمطيع منا ضعف ثواب المطيعين، وأن للعاصي منا ضعف عقاب العاصين، لا تسكن نفوسنا إلى مجرد الولادة، ما لم نشفع ذلك بخلوص الطاعة وحسن العبادة، نحمد المادح على مدحه لنا اتباعاً للأثر، ولا نرجو بذلك خلوصاً من العقاب، ونلوم الذام على ذمه لمثل ذلك، كما فعل رسول الله ÷ فيمن هجاه، فإنه لعنه بكل بيت لعنة⁣(⁣١)، وقال: «اللهم سلط عليه كلبك»، فافترسه الأسد، ولا نرجو بغير الاستقامة خلوصاً من العقاب، فنحن بين خوف لا يرتفع، ورجاء لا ينقطع، فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى؛ هذا مع توطين أنفسنا على الصبر العظيم؛ تعرضًا لنيل الثواب الجسيم، وقد قال رسول الله ÷: «إن الناس اليوم شجرة


(١) هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، هجى رسول الله ÷ بسبعين بيتاً من الشعر، فقال رسول الله ÷: «اللهم إني لا أقول الشعر، ولا ينبغي لي أن أقوله، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة». انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (٦/ ٢٩٢).