[الصيغة الثامنة]
  واضباً قمعَ أهلِ الشرك والتكبرِ والإلحاد في عظمَتِكَ، شاملاً للمؤمنين المتقين برأفته ورحمته، ناصحاً جميع أقربائه وأمَّتِهُ عادلاً في حُكمِهِ وقِسمَتِهِ، وشبيه الشجرةِ الزيتونةِ التي وصفت، وبها لذوي الألباب من خلقِك مثلتَ، ومن النوم والغفلة أَنْبَهتَ، فذكرت سبحانك نورها لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ فيما أحكمت من تقديرها، والكلمةُ الباقيةُ منه في عقِبِ إِبراهيم لخلقك التي أكرمتَ وعظمتَ مصيرها، وحسنتَ وأكملتَ تصويرها - كما صليتَ وباركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
  اللهم فاعطِهِ في عِبادك أَشرَفَ الوسائل، وخُصّهُ بأرفعِ الدُّرُج وأعلى الفضائل، وأَنزِلْهُ لديك أَحسنَ المنازِلِ، واجعل عاقبَتَهُ أَفضل عواقب جميع الخلق كما ابتدائَهُ بالتوفيق منك للحقِ والقولِ عليك بالصدق، واجعلني بوسيلتِهِ ورحمتِكَ ممن يكون معَهُ في المقامِ المحمودِ الذي وعدته وبه على جميع خلقك قدَّمْتَهُ وآثرته، إنك تفعل ما تشاء وما تحكمُ ما تُرِيد.