مختارات من ذخائر الأذكار والاستغفار،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة المؤلف

صفحة 24 - الجزء 1

  واعلم أنا لو كنا لم نؤمر بالدعاء إلى ربنا وأخلصنا العمل، لتفضل علينا بالإجابة، قال جعفر: لقد دعوتُ إليهِ مرةً فاستجابَ لي ونسيتُ الحاجة، لاستجابته جلَّ وعلا بإقبالِهِ علي عند دعوَتِهِ أعظمُ وأجلُّ مما يُريدُ منهُ العبد، لو كانت الجنة ونعيمها الأبدي، ولكن لا يعقل ذلك إلا العالمون المحبون العارفون، صفوة الله تعالى وخواصه.

  سُئلَرسول الله ÷ عن اسم الله الأعظم فقال: «كلُ اسمِ من اسماءِ اللهِ أعظم» ففرِّغ قلبك عمَّن سواه وادعهُ بأي ايمٍ شئت فليس في الحقيقة لله اسم دون اسم بل هو الواحد القهار، وقال ÷: «لا يَقبَلُ اللهُ الدعاء من قلب لاهٍ»، فإذا أتيت بشرط الدعاء وأخلصت سرك لوجهه فأبشر بإحدى الثلاث: إما أن يُعجل لك ما سألت، وإما أن يَدَّخِرَ لك ما هو أعظم منه، وإما أن يَصرفَ عنك من البلاء ما لو أرسله عليك لهلكت. وقال ÷: فيما يرويه عن ربه ø: «من شغله ذِكري عن مسألتي أعطيتُهُ أفضل ما أُعطي السائلين». فالداعي كالمصلي يحتاج إلى ثلاثة أشياء: قلب خاشع، وبدن فارغ، وموضع خالٍ.

  فإذا خشع قلبه فر منه الشيطان الرجيم، وإذا فرغ نفسه