مقدمة المؤلف
صفحة 25
- الجزء 1
  من الأسباب فجرَّد قلبه فلا يعترض عارض فيحرمه بركة نور الدعاء وفوائده، وإذا اتخذ موضعاً خالياً واعتزل من الناس استأنس روحه وسره بالله ووجد جلالة مخاطبات الرب ﷻ، إلى أن قال: فانظر كيف تدعو ومن تدعو ولماذا أنت تدعو.
  ومن إجلال الله تعالى أن تقول: إلهي علمك بحالي يغني عن سؤالي لكنك قلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠] وجعلتَ الدعاءَ مفتاح العبادة ولُبَّ الإخلاص يا قريب يا مجيب.
  قال الإمام الجرجاني في سلوة العارفين:
  إذا كثرت منك الذنوبُ فداوِهَا ... برفع يدٍ في الليلِ والليل مظلمُ
  ولا تقنطن من رحمةِ اللهِ إِنّما ... قُنُوطُكَ فيها من خطاياكَ أعظمُ
  فرحمتهُ للمحسين كرامةٌ ... ورحمتُهُ للمذنبين تَكرمُ
  اللهم أنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بك.