من ذخائر الدعاء وهو الدعاء السيفي
  ولا ينتَهِي إليكَ نظرُ ناظرٍ في مجدِ جبروتِكَ، ارتفعَتْ عن صفاتِ المخلوقِينَ صفاتُكَ، وعلا عن ذكرِ الذاكِرِين كبرياءُ عظَمَتِكَ، فلا ينقَضِي ما أردتَ أن يزداد، ولا يزدادُ ما أردتَ أن ينقَضِي، ولا ضد شَهِدَكَ حين فَطَرْتَ الخلقَ، ولا نِدَّ حَضركَ حينَ بدأتَ النفوس، كلّت الألسُن عن تفسيرِ صِفَتِكَ وانحَسَرَتْ العُقُول عن كُنهِ معرِفَتِكَ، وكيفَ يوصَفُ كُنه صِفَتِكَ يا رب، وأنتَ اللهُ الملكُ الجبّار القدوسُ، السلامُ المؤمنُ المُهيمنُ، الذي لم تزَلْ ازلياً أبدياً سرمدياً، يا دائماً في الغُيُوبِ وحدَكَ لا شَرِيكَ لك، ليسَ فيها أحدٌ غيركَ ولم يكُنْ إلهٌ سواكَ، حارَتْ في بِحَارِ ملكُوتِكَ عميقاتُ مذاهِبِ التفكير، وتواضَعَتْ الملوكُ لهيبَتِكَ، وعَنَتِ الوجوهُ بِذلَّةِ الاستِكَانَةِ لعظمَتِكَ، وانقادَ كلَّ شيءٍ لقضائِكَ وقُدْرَتِكَ، وخَضَعَتْ لكَ رقابُ الجبابِرَةِ والفَراعِنَةِ والأكاسِرَةِ، وكَلَّ دونَ ذلكَ تحسينُ اللغات، وتَخَيُّرُالكلمات، وضلَّ هناكَ التدبير في تصاريفِ الصِّفات، فمن تَفَكَّرَ في ذلكَ رجَعَ طرفُهُ إليهِ حسيراً،