الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في المشترك]

صفحة 108 - الجزء 1

  وقال (أبو هاشم⁣(⁣١) والكرخي⁣(⁣٢) وأبو عبد الله⁣(⁣٣): يمتنع) ذلك (مطلقاً) أي كذلك.

  وقال (الإمام) يحيى (وأبو الحسين والشيخ) الحسن (وبعض الأشعريَّة) كالرازي: (يصح) ذلك (من حيث الإرادة لا) من حيث (اللغة) فإنَّها مانعة منه.

  (وقيل: يصح في النفي دون الإثبات) قال سعد الدين في التلويح: وإليه مال صاحب الهداية في باب الوصيَّة: انتهى.

  فنحو: لا عين عندي، يجوز أن يراد به الباصرة والذهب مثلاً، بخلاف عندي عين فلا يجوز أن يراد به إلا معنى واحداً.

  (وقيل) يصح (في الجمع) سواء كان إثباتاً مثل: اعتدي بالإقراء، أو نفياً مثل لا تعتدي بالإقراء، وقوله: (خاصة) أي لا في المفرد، وأمَّا المثنى فصرح الأسنوي أن حكمه حكم الجمع عند القائل.

  وقال (جمهور المتأخرين) كابن الحاجب والسبكي وغيرهما (يصح) إطلاقه على معانيه (مجاز) لا (حقيقة).

  لنا: أنه لو امتنع صحة إرادتهما معاً في إطلاق واحد لامتنع لدليل، فالأصل عدمِه.

  وأيضاً: فإنَّه قد وقع، بيان ذلك: أن الصلاة من الله بمعنَى الرحمَة، ومن الملائكة بمعنَى الإستغفار، ثُمَّ إن الله أراد بهذه معنييها في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}⁣[الأحزاب: ٥٦]،


(١) أبو هاشم هو: عبد السلام بن محمد بن سلام - مخفف - الجبائي المعتزلي، إليه تنسب البهشمية من المعتزلة، قال ابن خلكان: هو الإمام في مذهب الإعتزال المتكلم بن المتكلم، العالم بن العالم، كان هو وأبوه من كبار العلماء، ولد سنة (٢٤٦) هـ، وتوفي سنة (٣٢١) هـ، ببغداد، وهو في الطبقة التاسعة من طبقات المعتزلة.

(٢) الكرخي: هو أبو الحسن عبيد اللّه بن الحسين بن دلال الكرخي، شيخ الحنفية بالعراق، أصولي مشهور، ولد بكرخ، كان صوّاماً قوّاماً صبوراً على الفقر، قال الإمام المنصور بالله في تعداد أهل التوحيد والعدل: ومنهم الشيخ عبيدالله بن بدر الكرخي وكان في العلم والزهد بمنزلة عظيمة، وكان لا يدخل بيتاً فيه مصحف إلا على طهارة تعظيماً له، وتوفي سنة (٣٤٠) هـ وحضر جنازته الأشراف، وكثير من ذرية رسول الله ÷ فيهم الإمام أبو عبدالله الداعي.

(٣) أبو عبد الله: هو الحسين بن علي بن إبراهيم الحنفي البصري، فقيه أصولي، شيخ المعتزلة وإليه انتهت رئاسة أصحابه من الطبقة العاشرة، عرف بالشيخ المرشد، ولد بالبصرة سنة (٣٠٨) هـ، وسكن ببغداد، وكان فاضلاً متكلماً فقيهاً شديد التقزز في الطهارة زاهداً، وكان يقول بتفضيل أمير المؤمنين # ويميل إليه ميلاً عظيماً، حتى ألف كتاب التفضيل، وأخذ عنه الإمام أبو عبدالله الداعي والسيد الإمام أبو طالب @, توفي سنة (٣٦٧) هـ.