وقد صرح الذهبي بتواتر هذا الحديث في ترجمة محمد بن جرير الطبري⁣^(⁣١).

  وممن نص عليه محمد بن محمد بن جرير الجزري⁣^(⁣٢) الشافعي في كتابه أسنى المطالب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب⁣^(⁣٣)، ولولا خوف الإسهاب لآتينا هنا بالعجب العجاب.

(١) قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (٢/ ٧١٣) في ترجمة محمد بن جرير الطبري: - ولما بلغه - أي الطبري - أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث، قلت - أي الذهبي -: رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق. انتهى المراد.

وقال الذهبي أيضاً في تذكرة الحفاظ (٣/ ٢٣١): وأما حديث: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضاً - يعني في كتاب -.

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: [ط ١/ ج ٨/ ص ٣٣٥/ط: مؤسسة الرسالة] في ترجمة المطلب بن زياد بعد أن روى بسنده عن المطلب بن زياد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر في بيته، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحنفية، وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله ÷؟

فقال: كنا بالجحفة بغدير خم وثَمَّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله ÷ من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد علي ¥ فقال «من كنت مولاه فعلي مولاه» قال الذهبي: «هذا حديثٌ حَسَنٌ عَالٍ جداً، ومتنه فمتواتر».

(٢) هو شمس الدين محمد بن محمد بن جرير الجزري الشافغي، من علماء الشافغية المشهورين، لا سيما في علوم القرآن، توفي سنة (٨٣٣) هـ.

(٣) قال محمد بن محمد الجزري في أسنى المطالب (٢٢) بعد روايته لطريق من طرق خبر المناشدة: هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضاً عن النبي ÷، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، ثم ذكر بعض من رووه فقال:

فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والعباس بن عبد المطلب، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة، وصح عن =