(فصل): [في الجدل وآدابه]
  فمنها: السؤال عن مذهب الخصم.
  ومنها: السؤال عن دليله في تلك المسألة.
  ومنها: السؤال عن وجه دلالة الدليل.
  ومنها: الاعتراض على ذلك الدليل وهو أوسع القواعد.
  وثانيها: في ذكر آداب الجدال، ونذكر منها ثلاثة:
  منها: ما ينبغي تقديمه على المناظرة:
  وهو تقوى الله وإشعار النفس لخوفه، وتوطينها على قبول الحق.
  ومنها: التقديم على جدله الحمد لله والصلاة على النبي وآله، وسؤال الإعانة.
  ومنها: أن يتحرز في مجادلته عن المباهاة.
  ومنها: أن يتحرز عما يغير الخاطر كالجوع والعطش ونحوهما.
  ومنها: أن يقبل على خصمه ويحسن الاستماع لكلامِه.
  ومنها: أن يتحرز عن مناظرة من عادته السفه.
  ومنها: أنه إذا ظهر من خصمه سوء أدب أن ينهاه بلطفٍ.
  ومنها: ما يختص حال المناظرة: وهو أن يكون المناظر مجتمع القلب والخاطر، متوفراً في جميع أحوالِه، ولا يشتغل بشيء سوى ما هو بصدده غير منزعج، ولا سرع طيش ولا فشل.
  ومنها: أن يكون حريصاً على الاختصار في كلامه، فإن أكثر ما يكون الزلل في الإكثار، ولا يفرط في رفع صوته فيسوء خلقه ولا يجدي شيئاً.
  ومنها: أن يقف حتَّى يفرغ خصمه من كلامه فإن مداخلته تورث التشويش.
  ومنها: أن لا يفتح على خصمه إذا بدا منه ما يقتضي ذلك.
  ومنها: أنه يحترز في سؤاله عن كلام يلزمه حجَّة لخصمة في إثباته.
  ومنها: أنه لا يبهم سؤاله ولا يجمله؛ لأن المجيب لا يعلم مقصودة فلا يجيبه.
  ومنها: أنه لا يبني المسئول مسألته على مسالة لا تعلق لها لمحل النزاع.
  ومنها: أنه متى لاح الحق من أي المتناظرين اتبع.
  وثالثها: فيما يعد انقطاعاً: