الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

(فصل): [في تجزئ الإجتهاد]

صفحة 513 - الجزء 2

  قلنا: والفرق بينهما أن المجتهد في فن (إنَّما يجتهد في مختلف فيه وليس له أن يستقل بقول في مسألة بخلاف المجتهد المطلق) فإن له الاستقلال والكلام في المسألة وإن لم يتقدمه غيره.

  وخالف في جواز تجزئ الاجتهاد بعضهم.

  لنا: أن الأغلب في الحادثة من الفرائض أن يكون أصلها في الفرائض دون المناسك، والإجازات فمن عرف ما دوِّن من هذه الاجتهاديَّات والسير والإجماع والقياس في باب الفرائض، وجب أن يتمكن من الاجتهاد، غاية ما في الباب أن يقال: لعله شذ منه شيء، ولكن النادر لا عبرة به، وقول المانع: يحتمل أن يكون فيما لم يعلمه من الأدلَّة معارض لما علمه بخلاف من أحاط بالكل ونظر فيه بعيد جداً، لأنه خلاف المفروض إذا المفروض حصول ما هو أمارة في نفي تلك المسألة، أو إثباتها في ظنِّه إمَّا بأخذها عن مجتهد، وليس حصول الأمارة بطريق الأخذ والتعليم عن المجتهد ينافي الاجتهاد، وإلاَّ لم تقبل أخبار الآحاد، وإمَّا بعد تحرير الأئمة الأمارات وضم كل إلى جنسه، فإذا كان كذلك فقيام ما ذكرتم من الاحتمال لا يقدح في ظن الحكم، ويجب العمل ولو لم يتجزأ الاجتهاد للزم أن لا يجهل المجتهد الكامل شيئاً من جميع المأخذ، ويلزم العمل بجميع الأحكام واللازم منتفٍ، فإن مالك أجاب من أربعين مسألة على مسألة، وقال في البقية: لا أدري، وهو مجتهد بالإجماع.

  وقد أجيب: بأن العلم بجميع المآخذ لا يوجب العلم بجميع الأحكام لجواز عدم العلم ببعض، إمَّا لتعارض الأدلة، أو العجز في الحال عن المبالغة، إمَّا لمانع يشوش الفكر أو الاستدعاء به زماناً.

  (فأمَّا المتمكن من التخريج على نصوص إمامه) في المسائل (المتبحر فيها، كبعض المذاكرين) وهو الأمير علي بن الحسين، وشيخه⁣(⁣١) الفقيه محمد بن عبد الله بن معرف⁣(⁣٢)، وابن عبد الباعث صاحب الكفاية⁣(⁣٣)، ويحيى بن أحمد بن حنش⁣(⁣٤)، والفقيه يحيى بن حنش⁣(⁣٥)، [والفقيه يحيى بن


(١) قول المصنف شيخه ابن معرف، كما ذكره صاحب المستطاب، وإلا فالمشهور هو العكس، وهو أن ابن معرف من وجوه تلامذة الأمير علي بن الحسين، ويمكن الجمع بأن كل واحد منهما تتلمذ عند الآخر. والله أعلم.

(٢) الفقيه العلامة: محمد بن عبدالله بن معرف، من علماء الزيدية في القرن السابع الهجري، أخذ على يد الأمير علي بن الحسين، وعاصر الإمام أحمد بن الحسين، وبايعه وكان من أنصاره، وحضر بيعة الإمام الحسن بن بدر الدين، توفي سنة (٦٥٧) هـ، بهجرة قملا من بلاد جماعة بالقرب من يسنم، وقبره فيها مشهورمزور.

(٣) لعله الفقيه العلامة علي بن عبدالله بن علي بن أحمد بن عمرو بن عبدالباعث، كان له معرفة بالفقه، عاصر =