الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

(فصل): في بيان من تقليده أولى

صفحة 570 - الجزء 2

  البيت في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} الآية (فاطر/٣٢)، وغيرهم يقول: المراد بالمقتصد الذي لم يكن له من العمل مثل السابق ولا من التقصير مثل ما للظالم فهم مقتصدون بين الخطين، ذكره الزمخشري، وهؤلاء المذكورون هم (من أهل البيت) النبوي الفاطمي العلوي، وهم (أولى) بالتقليد (من غيرهم) من سائر الفرق.

  وهل تقليد السابق أولى من تقليد المقتصد أو العكس؟

  ولا شك في أنَّ السابق أفضل فيه خلاف، فقيل: تقليد المقتصد أولى؛ لأنه أعلم.

  واستدل الحاكم على ذلك: بقصة موسى والخضر، ذكره في تفسيره.

  وقيل ليحيى بن زيد: أنتم أفضل أم بنو عمكم؟ - يعني الباقر وأولاده -، فقال: لنا فضيلة السيف والعلم، ولبني عمنا فضيلة العلم وحده، غير أنَّهم يعلمون مالم نعلم.

[آية المودة وتخريجها، ودلالتها]

  وإنما كان تقليدهم أولى (لآيات المودة)، وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، قال الناصر #: لما نزلت آية المودَّة قيل للنبي ÷ من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم، قال ÷ «علي وفاطمة وابناهما»، قاله في عقود العقيان.

  وأخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنَّ هذه الآية لما نزلت قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم، قال: «علي وفاطمة وابناهما» ورجاله ثقات.

  والقدح في بعضهم بأنَّه شيعي، تعديل مع أنه قد حكم بأنَّه صدوق.

  وأخرج أبو الشيخ عن علي: (فينا آل حم لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن»، ثُمَّ قرأ الآية.

  وأخرج البزار والطبراني عن الحسن # من طرق بعضها حسان أنه خطب خطبة من جملتها: وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم وموالاتهم، فقال فيما أنزل على محمد ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ ...} الآية إلى قوله: واقتراف الحسنات مودتنا أهل البيت.

  وأخرج الطبراني عن زين العابدين ما يشهد بهذا.

  وأخرج أحمد عن ابن عباس لما نزلت قالوا: يا رسول الله، من قرابتك؟.