(فصل): في بيان من تقليده أولى
  السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنَّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه، ووقف عليهم أسيرٌ في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي # بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ÷، فلما أقبلوا رق لهم لما رآهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، فقال: «ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم»، وقام وانطلق معهم فرأى فاطمة ^ في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها، فساءه ذلك فنزل جبريل #، فقال: خذها يا محمد في أهل بيتك فأقرأه السورة.
  (والأخبار الصحيحة المفيدة للتواتر المعنوي) من نحو: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»، ونحو: «إني تاركم فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبَّأني أنهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض»، وقوله ÷: «فأين يتاه بكم من علمٍ تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتَّى صار في عترة نبيكم»، وقوله ÷ «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»، وغير هذه مما لا يحصى مع أن الأمر في ذلك أظهر من شمس النهار لذوي البصائر والأبصار.
  وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
  (ولعصمة إجماعهم) من الخطأ كما تقدم الاستحجاج عليه في باب الإجماع، (وزيادتهم علماً) أمَّا من جهة الإجمال فلقوله ÷: «الأئمة من قريش» وقوله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وغير ذلك من الآثار الدالة على زيادة علمهم، وأمَّا من جهته التفصيل، فإنما يظهر ذلك بالإطلاع على مسائلهم وتصرفهم في الاجتهاد ونظرهم فيه، فإذا اطلع الناظر على ما قلناه لاح له أنهم أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله ÷. هكذا قاله الإمام، (و) لأجل زيادتهم (ورعاً) كما ذلك ظاهر لمن جربهم وعرف تنزههم عن المشتبهات، وتحريهم فيما لا بأس به حذراً مما به البأس.