الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في بيان الحقيقة الشرعية]

صفحة 129 - الجزء 1

  يسمون فساقاً، ولا يسمون كفاراً ولا مؤمنين، خلافاً للمرجئة والخوارج، فالمرجئة يسمونهم فساقاً مؤمنين، والخوارج فساقاً كافرين. انتهى.

  نعم، ومن القدماء الناصين على إثباتها القاسم في كتاب العدل، فليت شعري كيف غفل الفقيه عن ذلك، ولعل الذي غره ما رواه الحاكم⁣(⁣١) في شرح العيون في ترجمة زيد بن علي البسيطة: أنه لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين، رواه عن صاحب المصابيح⁣(⁣٢).

  قال السيد محمد⁣(⁣٣): ويعضده أن مذهبه جواز الصلاة على أهل الكبائر من أهل الملَّة، خلا أن هذه الحكاية وإن صحت عن زيد فليس كونها عنه تقتضي أن أهل البيت يقولون بها.

  وأمَا في الفرعيَّة: فثمرته ما تقدم من تحرير محل النزاع للقاضي عضد الدين الأيجي ¦.


(١) الحاكم الجشمي أبو سعيد، المحسن بن محمد بن كُرّامة بن محمد بن أحمد بن الحسن بن كرّامة بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن أبي طالب $ , هكذا ساق نسبه ابن فندق في تاريخ بيهق، هو الإمام الحافظ المحدث المفسر الأصولي المتكلم، القاريء النحوي اللغوي، إماماً عالماً صادعاً بالحق، شيخ العدلية، ولد في قرية جشم من ضواحي بيهق خراسان في شهر رمضان سنة (٤١٣) هـ، كان في الأصول معتزلياً من مدرسة القاضي عبد الجبار، وفي الفروع حنفياً، ثم رجع في الأصول والفروع إلى مذهب الزيدية، له كثير من المؤلفات العظيمة التي بلغ عددها أكثر من نيف وأربعين كتاباً، في فنون متعددة من فنون العلم، ومن أشهر مؤلفاته: كتاب التهذيب في التفسير تسعة مجلدات، وهو طراز لواء العدلية، وكتاب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين في الآيات النازلة في أهل البيت، وكتاب السفينة في التاريخ أربعة مجلدات، وله رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس التي كانت السبب في قتله في الرد على المجبرة القدرية، وغير ذلك من المؤلفات العديدة، وقتل | بمكة المكرمة شهيداً في ٣ رجب سنة (٤٩٤) هـ، قتله الحنابلة والمجبرة غيلة بسبب كتابه (رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس).

(٢) هو السيد الإمام أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو العباس الحسني. أحد أعلام الزيدية، وعيون الأئمة الكرام، إمام حافظ مسند حجة، تتلمذ على الإمام الناصر الأطروش، وتتلمذ عليه الإمامان الأخوان الهارونيان المؤيد بالله وأبو طالب، وله العلوم الواسعة والمؤلفات الجامعة، وعاش في الجيل والديلم، وخرج إلى فارس، وبغداد، ومات بجرجان، ومن مؤلفاته: المصابيح في السيرة والتاريخ، والنصوص وشرح الأحكام، وغيرها.

(٣) لعله السيد العلامة الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير.