فصل: [في العلاقة بين المدلول الحقيقي والمجازي]
  [٥] (وعكسه) وهو إطلاق الحال على المحال نحو قوله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١٠٧}[آل عمران: ١٠٧]، أي في الجنة؛ لأنها محل الرحمة.
  [٦] (وإطلاق السبب على المسبب) نحو رعينا الغيث أي النبات الذي سببه الغيث، ونحو: بلوا أرحامكم ولو بسلام.
  [٧] (وعكسه) وهو إطلاق المسبَّب على السبب نحو: أمطرت السماء نباتاً، أي غيثاً يكون النبات مسبباً عنه، ونحو قوله:
  شربت الإثم حتَّى ضل عقلي ... كذاك الاثم يذهب بالعقول
  وقوله:
  وقالوا شربت الإثم كلا وإنما ... شربت الذي في تركها عندي الإثم
  [٨] (و) إطلاق (اسم الكل على البعض) نحو قوله تعالى {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}[البقرة: ١٩]، فقد أطلق الكل وهو الأصابع على البعض وهو الأنامل.
  [٩] (و عكسه) وهو إطلاق اسم البعض على الكل كقولهم: فلان ملك ألف رأس من الغنم، وقد عرفت مما سبق عدم صحة إطلاق اسم الجزء على الكل مطلقاً، بل مع ما تقدم.
  [١٠] (و المطلق على المقيد)، نحو قال الشاعر:
  فيا ليتنا نحيا جميعاً وليتنا ... إذا نحن متنا ضمنا كفنان
  ويا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس قبل اليوم يلتقيان
  يعني قبل يوم القيامة.
  [١١] (و عكسه) وهو إطلاق المقيد على المطلق نحو: قول شريح(١): أصبحت ونصف الناس على غضبان، يريد أن الناس بين محكوم عليه ومحكوم له، فالمحكوم عليه غضبان، لأن نصف الناس على سبيل التعديد غضبان، ومنه قول الشاعر:
  إذا مت كان الناس نصفان شامت ... وآخر مُثْنٍ بالذي كنت أصنع
  [١٢] (و) إطلاق (الخاص على العام) كقوله تعالى {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩}[النساء: ٦٩]، أي رفقاً.
(١) شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي، أبو أمية القاضي المشهور، مخضرم، قيل له صحبه، قال بعضهم: حكم سبعين سنة، مات قبل الثمانين أو بعدها، وله مائة وثمان سنين أو أكثر.