الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الصغير]

صفحة 181 - الجزء 1

فصل⁣(⁣١) [شرح الحروف الصغير]

  (في) تفسير (الحروف) التي تشتد الحاجة في الفقه إلى معرفتها لوقوعها في أدلته، وقد ذكر منها تسعة أحرف:

  الأوَّل: (الواو) العاطفة، وهي (للجمع) ومعنى الجمع: أن لا يكون لأحد الشيئين أو الأشياء كما كانت أو وأمَّا بَل للجمع بين أمرين فصاعداً في ثبوت نحو: ضرب زيد وأكرم عمرو، أو في حكمٍ نحو: ضرب زيدٌ وعمرو، أو في ذاتٍ نحو: ضرب وأكرم زيد.

  ومعنى (المطلق) أنه يحتمل أن يكون حصل من كليهما في زمانٍ واحدٍ، أو يكون حصل من زيد أولاً، وأن يكون حصل من عمرو أولاً، فهذه احتمالات عقليَّة لا دليل في الواو على شيء منها، فهي له عند (أكثر العلماء والجمهور).

  (لا للترتيب) فلا تدل على تأخر ما دخلت عليه عما قبلها في الزمان (خلافاً لأبي طالب) من أئمتنا، (والشافعي) من الفقهاء، (والفراء⁣(⁣٢) وثعلب) من النحاة، (وأبي عبيد⁣(⁣٣)) من اللغويين.

  (وعن الفراء، أنها للترتيب، حيث يستحيل الجمع من مفرد) نحو: داخل، وخارج (أو جملة) نحو: يدخل، ويخرج (ولا للمعية) يريد: أن التي لا تنصب المفعول معه، ولا هي للحال، لا تكون للمعية فقط، بل هي للقدر المشترك بين المعية وغيرها، كما تقدم.

  (ولا للمعية) وهو الاجتماع في الزمان، وخالف في هذا جماعة من الحنفية وزعم بعضهم متبعاً للعضد أن المصنف إنما ذكره نفياً لتوهم أن المراد من نفي الترتيب إثبات المعية.


(١) هذا الفصل: هو فصل: الحروف الصغير، وهو الذي كان موجوداً في أصل نسخة الفصول التي بخط مؤلفها، والفصل: الكبير سيأتي شرحه بعد هذا، وإنما ألحقه المصنف في المسودة، كما سيأتي.

(٢) الفراء، هو: أبو زكريا بن عبد الله بن منصور السلمي الديلمي الكوفي، العالم النحوي، تلميذ الكسائي، من كبار علماء النحو واللغة، توفي سنة (٢٠٧) هـ.

(٣) أبو عبيد هو: القاسم بن سلام البغدادي، أحد علماء الفقه واللغة، وصاحب تصانيف، أخذ عن الشافعي والكسائي، توفي بمكة سنة (٢٢٤) هـ.