الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 25 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  الحمد لله الذي هدانَا للوصولِ إلى أصول الشريعة الغراء، ونَوَّرَ قلوبنا بتوفيقه إلى عبور محجتها البيضاء، ومَهَّدَ قواعدهَا بكتابه المحدَث، وشيّد بنيانها بسنة نبيّه المُذهبَين لسواد الشبه الحالكة الأرجاء، وأعلى منارها وأظهر شعارها بالإجماع المعصوم عن الشبَه والأهواء، وفتح أكمامَ أزهارها بإنزال وابِل القياس على الأفئدة العطشى، وأذكى طِيبهَا بالإجتهاد والوثوق بالسببِ الأقوى، وشرع لمن تقاصرت به الخُطا ولم يطق أن يركب عن الإجتهاد فيها على المطيِّ الإستفتاء، ورخص للعوامِّ التقليدَ لأهلِ المحل الأعلَى، والموقفِ الأسنَى.

  والصلاة على من أرسله إلى الثقلين بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنِه وسراجاً منيراً، وجعله لواضِح المحجة سلطاناً نصيراً، ثُمَّ على أخيه وابن عمِّه وباب مدينة علمهِ، وولديه السيدين الشهيدين وزوجته، وآلهم الأبرار المنتجبين الأخيار من ذريته، ثُمَّ على من التزم بمقتضى إشارتِه، واعتصم بما وردَ من نصوصه وأمارته، واغتنم كرامة الإستصحاب في شريفِ ساحتِه، واجتنى من استحسانه حلو فاكهته.

  وبعد: -

  فإن علمَ الأصولِ الكافِلِ لمن اعتمده بالسؤول، المنهاجِ⁣(⁣١) إلى الوصول إلى مدارك المحصول، المفضي بصاحبه إلى التقاط اللؤلؤ الموصول، النهايةِ في درك المراد والمأمول، المعتمدِ في تحصيل الإجتهاد في المعقولِ والمنقول، أجدرُ ما يعتمد في إحكام الأحكام، وأصفَى ما ينتقد من علوم الإسلام، بعد معرفة رب الأنام، وإنَّ كتاب الفصول اللؤلؤيَّة، والعقودِ الجوهريَّة، للإمام الفهَّامِ، والنحريرِ القمقامِ، عَلمِ الهُدى، أحدِ مصابيح الدجى، مُعَدِّلِ ميزان المعقول والمنقول، ومُفَصِّلِ غوامض الفروع والأصول، صدرِ الأفاضِل، وعمدةِ العلمَاء الأماثِل، صارم الملةِ والدين، العينِ النَّاظرة في العترة المطهرين، المعظم الممجد، إبراهيم بن محمد [الشهير بابن الوزير] | رحمةً


(١) قوله (المنهاج) بالخفض صفة ثانية للأصول، وليست خبر إنَّ، وكذلك المفضي والنهاية والمعتمد كلها صفات للأصول، وأجدرُ بالرفع خبر إن. والله أعلم.