الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الكبير]

صفحة 205 - الجزء 1

  وإلا فاطرحني واتخذني ... عدواً أتقيك وتتقيني

  وقد يستغنى عن الأولى لفظاً، نحو قوله:

  سقته الرواعد من صيف ... وإن من خريف فلن يعدما

  أي إما من صيف وإما من خريف.

  تنبيه: ليس من أقسام إما التي في قوله {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}⁣[مريم: ٢٦]، بل هذه إن الشرطية وما الزائدة.

  ثم إنه لما ذكر الأشياء التي تشارك إما أو فيها، وكان لأو أشياء أخر لا تشاركها فيها إما قال:

  (وقد تكون أو بمعنى إلا) في الإستثناء فينصب المضارع بعدها بإضمار أن، كقولهم: لأقتلنه أو يسلم، وقوله:

  وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما

  وعدّ في المغني من أقسامها مجيئها بمعنى إلى، ومثَّله بقوله: لألزمنك أو تقضيني حقي، قال: وهي كالتي قبلها في انتصاب المضارع بها، وقوله:

  لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر

  ولم يتضح لي الفرق بينهما، فلذلك ذكرتها مع خروجها عما في المتن، والظاهر أنها ترجع إلى الإعتبار، فباعتبار إرادة الغاية تكون بمعنى إلى، وباعتبار الإستثناء تكون بمعنى إلا.

  قال (الهادي #: و) قد تكون (بمعنى الواو) وهو من الغريب، فتكون لمطلق الجمع، كقوله:

  وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها

  ونحو قوله:

  فلو كان البكاء يرد شيئاً ... بكيت على عمير أو عقاق

  على المرأين إذ هلكا جميعاً ... لشأنهما بحزن واحتراق

  فلو لم تكن بمعنى الواو لما قال على المرأين، وقوله:

  وكان سيان أن لا يسرجوا نعماً ... أو يسرجوه بها واغبرت السرج

  فإن سيان بمعنى مستويان، وهو بين الشيئين، قال: