[معاني لا]
  رابعها: أن تكون على غير ما سلف، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيه، أو فعلاً ماضياً غير دعاء لفظاً أو تقديراً، وجب تكرارها، كقوله تعالى {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠}[يس: ٤٠]، و {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ٤٧}[الصافات: ٤٧]، {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١}[القيامة: ٣١].
  (و) تكون أيضاً (زائدة) لمجرد توكيد الكلام وتقويته، نحو {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٩٢ أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ٩٣}[طه]، {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}[الأعراف: ١٢]، ويوضحه {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ}[ص: ٧٥]، ومنه {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩]، وقوله:
  وتلحينني في اللهو أن لا أحبه ... وللهو داع دائب غير غافل
  وقوله:
  أبى جوده لا البخل واستعجلت به ... نعم من فتى لا يمنع الجود فائله
  على رواية نصب البخل.
  والحاصل: أنها تزاد بعد أن المصدرية، وقبل المقسم به كثيراً، للإيذان بأن جواب القسم منفي، نحو: لا والله لا أفعل، قال:
  فلا وأبيك ابنة العامري ... لا يدعي الليث أني أفر
  وجاءت قبل أقسم قليلاً، وحمل عليه قوله {لَا أُقْسِمُ}، وشذت بعد المضاف نحو:
  في بئر لا حور سرى وما شعر
  وعدوا منها الواقعة بعد الواو العاطفة بعد نفي أو نهي، نحو: ما جاءني زيد ولا عمرو.
  قال نجم الدين: وهي وإن عدت زائدة لكنها رافعة لاحتمال أحد المجيئين دون الآخر، كما في حروف العطف، والعجب أنهم لا يرون تأثير الحروف تأثيراً معنوياً كالتأكيد في الباء، ورفع الإحتمال في لا هذه، ومن في: ما جاءني من رجل، مانعاً من زيادتها انتهى.
  قلت: فيما عدا ما ذكرناه كما مثلناه أولاً.
  (و) لا (قد تحذف وهي مرادة) نحو قوله تعالى {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}[يوسف: ٨٥]، وقول امرئ القيس:
  فقلت لها والله أبرح قاعداً ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي