الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الكبير]

صفحة 212 - الجزء 1

  قلنا: لم ترد هناك للتأبيد لقرينة، ولو سلم، فالمراد في الدنيا ولم يكن ذلك، ولو سلم فالتكرار شائع في القرآن وغيره.

  قالوا: قال تعالى {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ٩١}⁣[طه: ٩١]، {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ٢٦}⁣[مريم: ٢٦].

  قلنا: هو لا يفيده في النفي المقيد قطعاً واتفاقاً، ولو سلم أفاده في جميع أجزاء المقيد.

  وأيضاً فمعارض بقوله تعالى {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ}⁣[الحج: ٤٧].

  قالوا: لخارج.

  قلنا: خلاف الظاهر.

  (و) لن (لا ترد في الدعاء) وما ورد من ذلك حمل على أنه خبر، (خلافاً لابن عصفور)، فزعم إفادتها له مستدلاً بقوله:

  لن تزالوا كذلكم ثم لا زلـ ... ـت لكم خالداً خلود الجبال

  وبقوله تعالى {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ١٧}⁣[القصص: ١٧].

  (و) الثالث من الحروف الناصبة: (كي) وهي (للسببية) أي سببية ما قبلها لما بعدها، مثل: أسلمت كي أدخل الجنة، وظاهر قول ابن الحاجب وقول المصنف أنها هي الناصبة بنفسها، لقول ابن الحاجب: وينتصب بأن ولن وإذن وكي وبأن مقدرة ... إلى آخره، وهذا هو مذهب الكوفيين، فهي مثل أن، واعتذروا عن ظهور أن معها فيما حكته الكوفيون عن العرب: لكي أن أكرمك، وقوله:

  فقلت أكل الناس أصبحت مانعاً ... لشأنك كيما أن تغر وتخدعا

  وقوله: أردت لكي أن تطير.

  بزيادة أن، أو بأنها بدل من كي.

  ومذهب الكوفيين أن كي في جميع استعمالاتها حرف جر لما سبق من الإستشهاد، ورد عليهم بتقدم اللام عليها في قوله:

  كي لتقضيني رقية ما ... وعدتني غير مختلس

  واعتذروا بأن اللام بدل من كي، ولتوسيع الدائرة محل آخر.