الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الكبير]

صفحة 215 - الجزء 1

  (والسببية) نحو {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}⁣[البقرة: ٥٤].

  (والتعليل) نحو {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}⁣[النساء: ١٦٠]، أي لأجل الظلم، ويحتمل التسبيب.

  (والمصاحبة) وقد مر شرحها.

  (والظرفية) المكانية أو الزمانية نحو {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}⁣[آل عمران: ١٢٣]، {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤}⁣[القمر: ٣٤].

  (والبدل) قول الحماسى:

  فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا

  (والمقابلة) وهي الداخلة على الأعواض، نحو اشتريته بألف، وقاتلت أحشائه بضعف.

  (وموافقة عن) فقيل تختص بالسؤال، نحو {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ٥٩}⁣[الفرقان: ٥٩]، بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ}⁣[الأحزاب: ٢٠]، وقيل: لا تختص به، بدليل {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}⁣[الحديد: ١٢]، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}⁣[الفرقان: ٢٥]، وجعل الزمخشري هذه الباء بمنزلتها في شققت السباع بالشفرة، على أن الغمام جعل كالآلة التي يشق بها، وقال نظيره {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}⁣[المزمل: ١٨]، وتأول البصريون {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ٥٩} على أن الباء للسببية، وزعموا أنها لا تكون بمعنى عن أصلاً، وفيه بُعد، لأنه يقتضي كأنك سألت بسببه أن المجرور هو المسؤول عنه.

  (وعلى) نحو {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ}⁣[آل عمران: ٧٥].

  (و) الباء (تزاد) إما (مع فاعل) وزيادتها فيه واجبة وغالبة وضرورة:

  فالواجبة: في نحو أحسن بزيد، في قول الجمهور، لأن الأصل أحسن زيد، أي صار ذا حسن، وغيرت صيغة الخبر إلى الطلب، وزيدت الباء إصلاحاً للفظ.

  والغالبة: في فاعل كفى، نحو: كفى بالله شهيداً، وقال الزجاج: دخلت لتضمن كفى معنى اكتف، وهو من الحسن بمكان، ويصححه قوله ÷ «اتقى الله امرئ فعل خيراً يثب عليه»، أي ليتق بدليل جزم يثب.

  وأما الضرورة: فنحو قوله:

  ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بنو زياد

  (أو) مع (مفعول) نحو {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥]، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}⁣[مريم: ٢٥].