فصل [شرح الحروف الكبير]
  (والسببية) نحو {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}[البقرة: ٥٤].
  (والتعليل) نحو {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}[النساء: ١٦٠]، أي لأجل الظلم، ويحتمل التسبيب.
  (والمصاحبة) وقد مر شرحها.
  (والظرفية) المكانية أو الزمانية نحو {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}[آل عمران: ١٢٣]، {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤}[القمر: ٣٤].
  (والبدل) قول الحماسى:
  فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا
  (والمقابلة) وهي الداخلة على الأعواض، نحو اشتريته بألف، وقاتلت أحشائه بضعف.
  (وموافقة عن) فقيل تختص بالسؤال، نحو {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ٥٩}[الفرقان: ٥٩]، بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ}[الأحزاب: ٢٠]، وقيل: لا تختص به، بدليل {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}[الحديد: ١٢]، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}[الفرقان: ٢٥]، وجعل الزمخشري هذه الباء بمنزلتها في شققت السباع بالشفرة، على أن الغمام جعل كالآلة التي يشق بها، وقال نظيره {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}[المزمل: ١٨]، وتأول البصريون {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ٥٩} على أن الباء للسببية، وزعموا أنها لا تكون بمعنى عن أصلاً، وفيه بُعد، لأنه يقتضي كأنك سألت بسببه أن المجرور هو المسؤول عنه.
  (وعلى) نحو {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ}[آل عمران: ٧٥].
  (و) الباء (تزاد) إما (مع فاعل) وزيادتها فيه واجبة وغالبة وضرورة:
  فالواجبة: في نحو أحسن بزيد، في قول الجمهور، لأن الأصل أحسن زيد، أي صار ذا حسن، وغيرت صيغة الخبر إلى الطلب، وزيدت الباء إصلاحاً للفظ.
  والغالبة: في فاعل كفى، نحو: كفى بالله شهيداً، وقال الزجاج: دخلت لتضمن كفى معنى اكتف، وهو من الحسن بمكان، ويصححه قوله ÷ «اتقى الله امرئ فعل خيراً يثب عليه»، أي ليتق بدليل جزم يثب.
  وأما الضرورة: فنحو قوله:
  ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بنو زياد
  (أو) مع (مفعول) نحو {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[البقرة: ١٩٥]، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}[مريم: ٢٥].