الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الكبير]

صفحة 216 - الجزء 1

  وكثر زيادتها في مفعول عرفت ونحوه، وقلت في مفعول ما يتعدى للاثنين، كقوله:

  تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تشفي الضجيع ببارد بسام

  (أو) مع (غيرهما) كالمبتدأ في قولهم: بحسبك درهم، ومن الغريب زيادتها فيما أصله المبتدأ، وهو اسم ليس، بشرط أن يتأخر إلى موضع الخبر، كقرآءة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا}⁣[البقرة: ١٧٧]، بالنصب.

  وكالخبر، وهو ضربان:

  غير موجب فيقاس، نحو: ليس زيد بقائم، وما الله بغافل، ولا خير بخير بعده النار.

  وغير موجب فيتوقف على السماع، وهو قول الأخفش ومن تابعه، وجعلوا منه {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}⁣[يونس: ٢٧].

  وكالحال المنفي عاملها، كقوله:

  فما رجعت بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيب منتهاها

  (ولا تكون للتبعيض وفاقاً للجمهور، وخلافاً للشافعية) وقد سبق شرح ذلك.

  (و) الثالث: (اللام) وهي (للإختصاص والتعليل) وقد سبق شرحهما.

  (والإستحقاق) وهي الواقعة بين معنى وذات، نحو: الحمد لله، والعزة لله، والملك لله، والجنة للمؤمنين.

  (والنسب) نحو: لزيد عم كريم.

  (والعاقبة) نحو: لدوا للموت، وقوله: فللموت ما تلد الوالدة.

  (والتبليغ) وهي الجارة لاسم السامع بقول أو ما في معناه، نحو: قلت له وأذنت له وفسرت له.

  (والتعجب) وتختص باسم الله تعالى مع القسم كقوله:

  لله يبقى [على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس]

  والمجرد عن القسم تستعمل في النداء نحو: يا للماء ويا للعشب، وفي غيره نحو:

  شباب وشيب وافتقار وذلة ... فلله هذا الدهر كيف ترددا

  (والتبيين) وهي الواقعة بعد [أسماء الأفعال والمصادر التي تشبهها]⁣(⁣١)، نحو هيت لك.


(١) في الأصل هي الواقعة بعد الإستفهام، وما بين القوسين، تصحيح من الجنى الداني في حروف المعاني.