فصل [شرح الحروف الكبير]
  وكثر زيادتها في مفعول عرفت ونحوه، وقلت في مفعول ما يتعدى للاثنين، كقوله:
  تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تشفي الضجيع ببارد بسام
  (أو) مع (غيرهما) كالمبتدأ في قولهم: بحسبك درهم، ومن الغريب زيادتها فيما أصله المبتدأ، وهو اسم ليس، بشرط أن يتأخر إلى موضع الخبر، كقرآءة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا}[البقرة: ١٧٧]، بالنصب.
  وكالخبر، وهو ضربان:
  غير موجب فيقاس، نحو: ليس زيد بقائم، وما الله بغافل، ولا خير بخير بعده النار.
  وغير موجب فيتوقف على السماع، وهو قول الأخفش ومن تابعه، وجعلوا منه {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}[يونس: ٢٧].
  وكالحال المنفي عاملها، كقوله:
  فما رجعت بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيب منتهاها
  (ولا تكون للتبعيض وفاقاً للجمهور، وخلافاً للشافعية) وقد سبق شرح ذلك.
  (و) الثالث: (اللام) وهي (للإختصاص والتعليل) وقد سبق شرحهما.
  (والإستحقاق) وهي الواقعة بين معنى وذات، نحو: الحمد لله، والعزة لله، والملك لله، والجنة للمؤمنين.
  (والنسب) نحو: لزيد عم كريم.
  (والعاقبة) نحو: لدوا للموت، وقوله: فللموت ما تلد الوالدة.
  (والتبليغ) وهي الجارة لاسم السامع بقول أو ما في معناه، نحو: قلت له وأذنت له وفسرت له.
  (والتعجب) وتختص باسم الله تعالى مع القسم كقوله:
  لله يبقى [على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس]
  والمجرد عن القسم تستعمل في النداء نحو: يا للماء ويا للعشب، وفي غيره نحو:
  شباب وشيب وافتقار وذلة ... فلله هذا الدهر كيف ترددا
  (والتبيين) وهي الواقعة بعد [أسماء الأفعال والمصادر التي تشبهها](١)، نحو هيت لك.
(١) في الأصل هي الواقعة بعد الإستفهام، وما بين القوسين، تصحيح من الجنى الداني في حروف المعاني.