الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل [شرح الحروف الكبير]

صفحة 218 - الجزء 1

  (وموافقة على) نحو {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}⁣[طه: ٧١]، وقال نجم الدين: الأولى أنها على بابها، لأنها بمعناها لتمكن المصلوب في الجذوع تمكن المظروف في الظرف.

  (والباء) كقوله:

  ويركب يوم الروع منا فوارس ... بصيرون في طعن الكلى والأباهر

  وقال نجم الدين: هي فيه على بابها، أي لهم بصارة وحذق في هذا المعنى، وكقوله {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}⁣[الشورى: ١١]، أي يكثركم بسبب الجعل.

  (وبين ظهورها وإضمارها فرق) نحو: صمت هذه السنة، يقتضي الكل، لأن الظرف صار بمنزلة المفعول به حيث انتصب بالفعل، فيقتضي الإستيعاب، كالمفعول به يقتضي تعلق الفعل بمجموعه إلا بدليل، بخلاف صمت في هذه السنة، فإنه يصدق بصوم ساعة بأن ينوي الصوم إلى الليل ثم يفطر، لأن الظرف قد يكون أوسع، فلو قال: أنت طالق غداً، طلقت أول النهار ليكون واقعاً في جميع الغد، وفي الغد إن نوي آخر النهار يصح.

  (و) الخامس: (إلى) وهي (للإنتهاء) أي انتهاء غاية الزمان والمكان، وهي تستعمل فيهما بلا خلاف، نحو: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}⁣[الأسراء: ١].

  (والتبيين) وهي المبينة لفاعلية مجرورها، بعد ما يفيد حباً أو بغضاً من فعل تعجب أو اسم تفضيل نحو {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}⁣[يوسف: ٣٣].

  (والمصاحبة) وهي التي بمعنى مع، وذلك إذا ضمت شيئاً إلى آخر، وبه قال الكوفيون وجماعة من البصريين في {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}⁣[الصف: ١٤]، وقولهم: الذود إلى الذود إبل.

  (وموافقة اللام) نحو {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} وقيل: لانتهاء الغاية، أي لك.

  (ومن) فتكون للإبتداء، كقوله:

  تقول وقد عاليت بالكور فوقها ... أيسقى فلا يروى إلي ابن أحمرا

  أي مني.

  (وفي) ذكره جماعة في قوله:

  فلا تتركني في الوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب