فصل [شرح الحروف الكبير]
  وتأول بعضهم البيت على تعلق إلى بمحذوف: أي مطلي بالقار مضافاً إلى الناس، فحذف وقلب الكلام.
  وقال ابن عصفور: هو على تضمين مطلي معنى يغض.
  قال: ولو صح مجيء إلى بمعنى في لجاز: زيد إلى الكوفة.
  وبالغ نجم الدين في تأويل ما ورد، ورده إلى معناه.
  (و) قد (اختلف في دخول ما بعدها في حكم ما قبلها) إما لفظاً أو تقديراً:
  (فقيل: يدخل، وقيل: لا يدخل، وقيل: مشتركة بينهما، وقيل:) يدخل (إن كان ما بعدها من جنسه) أي من جنس ما قبلها، كما مر مثاله، فقط مر شرحه كله، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
  (و) السادس: (على) وهي:
  (للإستعلاء) إما (حقيقة) نحو {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦}[الرحمن: ٢٦]، (أو حكماً) نحو {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة: ٢٥٣].
  (والمجاوزة) فتكون بمعنى عن كقوله:
  إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
  أي عني، ويحتمل أن أرضى ضمن معنى عطف.
  وقال الكسائي: حمل على نقيضه وهو سخط، وقال:
  في ليلة لا نرى بها أحداً ... يحكي علينا إلا كواكبها
  أي عنا، وقد يقال ضمن يحكي معنى ينم.
  (والمصاحبة) كمع نحو {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}[البقرة: ١٧٧].
  (والظرفية) نحو {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا}[القصص: ١٥]، أي في وقت.
  (والتعليل) كاللام نحو {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}[البقرة: ١٨٥].
  (وموافقة من) نحو {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢}[المطففين: ٢].
  (و) موافقة (الباء) نحو {حَقِيقٌ عَلَى} أي بي.
  (و) السابع: (حتى) وهي (لانتهاء العمل بمجرورها أو عنده)، فإذا قلت ضربت القوم حتى زيد، فيجوز أنه مضروب وأنه انتهى الضرب عنده، فيجوز دخول ما بعدها في ما قبلها وعدمه