[معاني ألفاظ البسملة]
  وأصله الإله، وقال:
  معاذَ الإلهِ أن تكون كظبيةٍ ... ولا دمُيْة ولا عقيلة ربرَب
  فحذفت الهمزة وعوض منها التعريف.
  ولقولك إله معنيان: لغوي، واصطلاحي.
  أمّا اللغوي: فمشتق:
  من الولَه، وهو الطَّرب، قال تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}[طه: ٩٧] ومنه سميت الأصنام آلهة، لأن المشركين كانوا يطربُون إليها، وقال الشاعر في هذا المعنى:
  ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولهاً حالَ دون طعم الطعام
  ومن الإحتجاب: يدل عليه قول الشاعر:
  لاهت فما عُرفت يوماً بخارجةٍ ... يا ليتها خرجت حتى رأيناها
  وقال آخر:
  لاه ربي عن الخلائق طُراً ... خالقِ الخلق لا يرا ويرانا
  ومن التعبد، قال:
  لله درّ الغانيات المدَّهِ ... سبحن واسترجعن عن تأله
  أي عن نسك وتعبد.
  وأما الإصطلاحي: فيقال لمن تحق له العبادَة، ولا يقال من يستحق العبادة، لأن الإستحقاق يؤدي إلى أحد باطلين:
  إمَّا أن يكون في القِدم مستحق عليه فيؤدي إلى قديمٍ ثانٍ.
  وإمَّا أن يكون تعالى غير إلهٍ في الأزلِ.
  والأولى في حقيقة الإله أن يقالَ: هو القادرُ على جميع أجناس المقدورات، العالم بجميع أعيان المعلومَات، الحي القديم فيما لم يزل وفيما لا يزال.
  وأمَّا الرحمن: فهو اسم خاص لله لم يطلق على غيره تعالى البتة، وقد روي من جُرأة مسيلمة الكذاب أنه سمى نفسه رحماناً، وفيه يقول الشاعر: