الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معاني ألفاظ البسملة]

صفحة 29 - الجزء 1

  وأصله الإله، وقال:

  معاذَ الإلهِ أن تكون كظبيةٍ ... ولا دمُيْة ولا عقيلة ربرَب

  فحذفت الهمزة وعوض منها التعريف.

  ولقولك إله معنيان: لغوي، واصطلاحي.

  أمّا اللغوي: فمشتق:

  من الولَه، وهو الطَّرب، قال تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}⁣[طه: ٩٧] ومنه سميت الأصنام آلهة، لأن المشركين كانوا يطربُون إليها، وقال الشاعر في هذا المعنى:

  ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولهاً حالَ دون طعم الطعام

  ومن الإحتجاب: يدل عليه قول الشاعر:

  لاهت فما عُرفت يوماً بخارجةٍ ... يا ليتها خرجت حتى رأيناها

  وقال آخر:

  لاه ربي عن الخلائق طُراً ... خالقِ الخلق لا يرا ويرانا

  ومن التعبد، قال:

  لله درّ الغانيات المدَّهِ ... سبحن واسترجعن عن تأله

  أي عن نسك وتعبد.

  وأما الإصطلاحي: فيقال لمن تحق له العبادَة، ولا يقال من يستحق العبادة، لأن الإستحقاق يؤدي إلى أحد باطلين:

  إمَّا أن يكون في القِدم مستحق عليه فيؤدي إلى قديمٍ ثانٍ.

  وإمَّا أن يكون تعالى غير إلهٍ في الأزلِ.

  والأولى في حقيقة الإله أن يقالَ: هو القادرُ على جميع أجناس المقدورات، العالم بجميع أعيان المعلومَات، الحي القديم فيما لم يزل وفيما لا يزال.

  وأمَّا الرحمن: فهو اسم خاص لله لم يطلق على غيره تعالى البتة، وقد روي من جُرأة مسيلمة الكذاب أنه سمى نفسه رحماناً، وفيه يقول الشاعر: