فصل: [في الحد]
  قال الشيخ لطف الله بن محمد: وأردنا بالتصور الاعتقاد مجازاً من قبيل إطلاق العام على الخاص، لتصريحهم بأن الجهل المركب الاعتقاد المذكور، لا مجرد تصور الشيء على خلاف ما هو عليه، ويسمى مركباً؛ لأنه جهل لما في الواقع مع الجهل بأنه جاهل.
  (والسهو: الذهول) أي الغفلة (عن المعلوم) الحاصل، فبينه له بأدنى بينَة، بخلاف النسيان فهو زوال المعلوم فيستأنف تحصيله.
فصل: [في الحد]
  (والحد) له معان في اللغة ومعان في الاصطلاح.
  أمَّا في اللغة: فلفظ الحد مشتركٌ بين معانٍ:
  [١] أحدها: بمعنَى الغايَة، تقول: هذا حد هذه الأرض أي غايتها ومنتهاها.
  [٢] وبمعنى الفاصل تقول: هذا حد ما بيني وبينك أي فاصل.
  [٣] وبمعنى المنع، ومنه سمي البواب حداداً؛ لأنه يمنع الداخل من الخروج، والخارج من الدخول، ومنه قول الفرزدق:
  يقول لي الحداد وهو يقودني ... إلى السجن لا تجزع فما بك من بأس
  وأمَّا معناه في اصطلاح الأصوليين: فهو ما يتميز به الشيء عن غيره، (وترادفه الحقيقة) في بعض الإطلاقات، كما يقال حقيقة هذا الشيء كذا، وإلا فالغالب إطلاقُها على الماهيَّة مع اعتبار الوجود الخارجي، قيل: فلا يُقال حينئذ حقيقة العنقاء.
  وهي ثلاثة أقسام:
  [١] (ذاتي: وهو ما أنبا عن ذاتيات المحدود) أي عن كل واحد منها، وهي الأمور الداخليَّة في ذاته من الفصول والأجناس، واحترز بها عن العرضيات، وإلا فهو الاسم.
  (الكلية) احترازاً عن العوارض الشخصيَّة التي هي ذاتيات الماهية الشخصيَّة؛ إذ لا يتركب الحد منها، فإن الأشخاص لا تحد، بل طريق إدراكها الحواس الظاهرة أو الباطنة، إنما الحد للكتاب المرسمة في العقل.
  (المركبة) أي التي ركب بعضها مع بعض، واحترز به عن تعقل الذاتيات واحداً فواحد من غير انضمام البعض، ليشعر بالصورة وتمام الحقيقة أنما يكون بالمادة والصورة جميعاً.