الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معنى الصلاة على النبي وآله]

صفحة 35 - الجزء 1

  وقال ابن بهران: روى القاضي عياض في الشفاء بالإسناد المتصل إلى رسول الله ÷ أنه قال «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحي اللهُ بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب»، ومحمد مفعول من الصفة مثل مكرَّم، قال:

  إليك أبيت اللعن كان كلالُها ... إلى الماجد القرم الجواد المحمد

  والممدوح هرم بن سنان.

  قال القاضي عبد الله: وهو مبالغة محمود، ومحمود اسم الله تعالى، يدل عليه قول الشاعر:

  فشق له من اسمه لِيُجِلَّهُ ... فذو العرش محمود وهذا محمدُ

  فإن قيل: إن محمداً أبلغ من محمود؛ لزيادة المبالغة فيه، وهذا يقتضي أن محامده أكثَر من محامد الله تعالى.

  فالجواب: أن اللفظ وإن كان يقتضي ذلك، إلا أن إجماع الأمة - على أن الله أبلغ المحمودين - يمنع من ظاهر اللفظ، ويقتضي أن محمداً أبلغ المحمودِين من الخلق لا غير.

  والمصطفى: المختار، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣}⁣[آل عمران: ٣٣]، أي اختارهم، وكذلك {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ}⁣[آل عمران: ٤٢].

  وفيه إشارة إلى حديث الإصطفاء: وهو ما أخرجَه مسلم عن واثلة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» وفي معناه حديث آخر.

  والأمين كان لقباً له ÷ في زمَان الجاهلية لأمانته، وعدم خيانته كأهل الكفر.

  (وصلواته على أخيه)، يعني علياً #؛ لأنه أخوه من ثلاثة أوجه:

  لأنه مؤمنٌ، والمؤمنون أخوة.

  ولأن ابن العم يُسمى أخاً مجازاً.

  ولمَّا روى ابن هشام في حديث المؤاخاة أن رسول الله ÷ قال «تآخوا في الله أخوين أخوين» ثُمَّ أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال «هذا أخي».

  فكان رسول الله ÷ سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب أخوين. انتهى.