الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معنى الصلاة على النبي وآله]

صفحة 36 - الجزء 1

  وحديث المؤاخاة أيضاً رأيته في الترمذي.

  وقد افتخر أمير المؤمنين بذلك في شعره فقال:

  محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي

  وسمي أمير المؤمنين (الأنزع) وهو منحسر الشعر من مقدّم الرأس في الأصل، لأنه كذلك، ولكن إذا أطلق في صفات المدح فالمراد به الأنزَع من الشرك، والنَّزع محمود في الرجالِ، قال:

  ولا تَنْكِحِي إِنْ فرَّق الدهرُ بيننا ... أغمَّ القفا والوجهِ ليس بأنزعا

  وكذلك (البطين) هو في الأصلِ لمن بطنُه كبير، وكذلك كان أمير المؤمنين #، إلا أنَّه إذا أطلق فالمراد أنه البطين من العلم.

  (و) صلواته (عَلى سيدة نساء الخلق أجمعين) عنَى بها فاطمةَ بنت رسول الله ÷ وعليهما، وهو إشارة إلى ما روي عنه ÷ من حديث حذيفة الذي منه: «هذا ملك نزل لم ينزل قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي، ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنَّة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنَّة».

  ففي الأول لم يقم دليل الخصوصية لأحد من النساء فكانت سيدة نساء الخلق أجمعين، وفي الثاني قامَ دليل الخصوص بالتبيين، أخرجه الترمذي.

  وإلى حديث المسَارَّةِ الطويل الذي منه: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة» أخرجه الشيخان من طريق عائشة، وفي المعنَى غيرهما.

  وإنما كانت سيدة نساء العالمين للنص المذكور؛ ولأنها بضعة من رسول الله ÷، ولا يُعدل ببضعته أحد، وفي الصحيح «فاطمة سيدة نساء هذه الأمَّة»، وهذه الأمَّة أفضل الأمَم، فيلزم أفضليتها على مريم.

  فلا يُتوهم مما رواه الحارث بن أبي أسامة - بسند صحيح لكنه مرسل - «مريم خير نساء عالمها وفاطمة خير نساء عالمها»، ومما روى الطائي موصولاً من حديث علي بلفظ: «خير نسائها مريم وخير نسائها فاطمة» قال ابن حجر: والمرسل يفسر المتصل - عدمُ أفضلية فاطمة.