فصل: [في القرآءات السبع وبيان تواترها]
  فإن قلت: قد روي أن بعض الصحابة كابن مسعود كان يجيز ذلك.
  قلت: الجواب من وجهين:
  الأول: أن الرواية كذب على ابن مسعود، وكما حكاه الجرزي؛ لأنه قال: نظرت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم.
  الثاني: سلمنا أنه ليس بكذب عليه، فقوله: وحده ليس بحجة.
فصل: [في القرآءات السبع وبيان تواترها]
  (والقراءت السبع متواترة) عن النبي ÷ (عند الجمهور) من العلماء (أصولاً، وهو جوهر اللفظ) وذاته نحو مالك وملك، (وفرشاً وهو هيئته) أي هيئة اللفظ الذي روي عليها، وذلك (كالمد) الذي زيد فيه على أصله لحروف المد التي هي الألف والواو والياء الساكنين إذا كان بعدها همزة متصلة بها أو منفصلة عنها نحو: {جَاءَ}، {وَمَا أَنْزَلْنَا}، و {السُّوءَ}، {وقالوا أنؤمن}، {وَجِيءَ}، {وَفِي أَنْفُسِكُمْ}.
  وقد اختلف في قدره:
  فعن قالون(١): هو قدر ألفين أو واوين أو يائين.
  وعن السوسي(٢): هو أقل من ذلك بنصف.
  وقيل: هو أكثر من ذلك:
  فعن الكسائي(٣) بنصف.
  وعن عاصم(٤) بواحدٍ.
  وعن حمزة(٥) وورش(٦) باثنين.
(١) هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي، مولى زهرة، المدني، قارئ المدينة، الملقب قالون لودة قرآءته، ولد سنة (١٢٠) هـ، وتوفي سنة (٢٠٥) هـ، وقيل سنة (٢٢٠) هـ.
(٢) هو صالح بن زياد، أبو شعيب السوسي، نسبة إلى السوس موضع بالأهواز، توفي بالرقة في شهر محرم سنة (٢٦١) هـ.
(٣) هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبدالله، النحوي المشهور، أحد قراء الكوفة، المعروف بالكسائي، توفي سنة (١٨٩) هـ.
(٤) عاصم بن أبي النجود، أبو بكر الكوفي، يقال له ابن بهدلة، ومن القراء المشهورين، من التابعين، توفي سنة (١٣٠) هـ وقيل قبل ذلك.
(٥) هو حمزة بن حبيب الزيات، أبو عمارة، شيخ القراء بالكوفة بعد عاصم، توفي سنة (١٥٨) هـ.
(٦) هو عثمان بن سعيد المصري، الملقب بورش لبياضه، توفي سنة (١٩٧) هـ.