الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في القرآءات السبع وبيان تواترها]

صفحة 307 - الجزء 1

  (والإمالة) التي هي خلاف الأصل من الفتح محضة، أو بين بين بأن ينحى بالفتحة نحو الكسرة فيما يمال، كالعارية على وجه القرب منها أو من الفتحة.

  (والترقيق) للرآءات.

  (والتفخيم) للألفات (ونحوهما) الإخفاء والإظهار والإدغام.

  (وقيل: ليست بمتواترة لا أصولاً ولا فرشاً) وهذا القول للإمام والزمخشري ونجم الدين، وظاهر ذلك أنهم يقولون: إنها آحاديَّة مطلقاً، أي المتفق عليه بينهم والمختلف فيه.

  وقيل: بل ما اتفق عليه السبعة والعشرة فهو متواتر إجماعاً، وإنما الخلاف في الألفاظ والمختلف فيها بين السبعة والعشرة، وبهذا صرح إمامنا المنصور بالله قدس الله روحه في الجنة في الأساس، وأبو شامة⁣(⁣١) شارح الشاطبيَّة⁣(⁣٢) في كتابه المرشد الوجيز كما قدمناه آنفاً، حيث قال: ما شاع على ألسنة جماعة من متأخري المفردين وغيرهم أن القراءات السبع متواترة نقول به فيما اتفقت الطرق على نقله على القراء السبعة دون ما اختلف فيه.

  (القرشي وابن الحاجب: بل المتواتر الأصول دون الفرش).

  لنا عليهم جميعاً: أن السبع لو كانت آحاديَّة لكان بعض القرآن آحادياً، كمالك وملك، ونحو قوله تعالى {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} بتشديد السين وتخفيفها.

  وكذلك {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} قال الإمام المهدي: وأيضاً لو كانت أحد اللفظتين آحادية لم تخل الأخرى:

  إمَّا أن تكون متواترة أو آحاديَّة.


(١) هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، أبو محمد المقدسي، ثم الدمشقي، الشافعي، المقرئ النحوي، المعروف بأبي شامة، لأنه كان فوق حاجبه الأيسر شامة عرف بها، الشيخ المحدث الحافظ الفقيه المؤرخ، ولد سنة (٥٩٩) هـ، قتل غيلة في رمضان سنة (٦٦٥) هـ، من مؤلفاته: إبراز المعاني من حرز الأماني. وغيره.

(٢) الشاطبية: القصيدة المسماة حرز الأماني في القرآءات السبع، وهي لأبي القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، كان إماماً في علوم القرآن، ولد سنة (٥٣٨) هـ، وتوفي سنة (٥٩٠) هـ.