[معاني السبعة الأحرف]
  «أسأل الله معافاته ومغفرته إن أمتي لا تطيق ذلك»، ثُمَّ جاءه الثالثة فقال «إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف»، فقال «اسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثُمَّ جاءه الرابعة فقال «إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا»، ورواه الترمذي وأحمد.
  وقال أيضاً في الصحيح أيضاً: «إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أنْ هَوِّن على أمتي ولم يزل يتردد إلى أن انتهى إلى سبعة أحرف»، قال: وكما ثبت صحيحاً أن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وأن الكتاب قبله كان ينزل من بابٍ واحد. انتهى.
  وقال السيوطي في الإتقان ما لفظه: قلت: ورد حديث نزل القرآن على سبعة أحرف من رواية جمع من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب، وسليمان بن صرد، وابن عباس، وابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وعمر بن أبي سلمة، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وأبي بكرة، وأبي جهم، وأبي سعيد الخدري، وأبي طلحة الأنصاري، وأبي هريرة، وأم أيوب، فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً، وقد نص أبو عبيدة على تواتره.
  فإن قيل: إذا ثبت نزوله على سبعة أحرف فما ثمرة إنزاله عليها؟
  قلنا: (إنما نزل) القرآن (على سبعة أحرف تخفيفاً) قال الجرزي: وكذلك أن الأنبياء $ كانوا يبعثون إلى قوم مخصوصين، والنبي ÷ إلى الأمة كافة، والعرب الذي نزل القرآن بلغتهم مختلفةٍ، فألسنتهم شتى ويعسر على أحدهم الإنتقال من لغته إلى غيرها، ومن حرف إلى آخر، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك؛ ولا بالتعليم والعلاج لا سيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتاباً، كما أشار إليه النبي ÷، فلو كلفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع، وما عسى أن يتكلف المتكلف وتأبى الطباع.
  وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن قتيبة في كتاب المشكل: فكان من تيسير الله تعالى أن أمر الله نبيه ÷ بأن يقرأ كلامه بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم، فالهذلي يقرأ: عتى حين، يريد: حتَّى، هكذا يلفظ بها ويستعملها، والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز.