فصل: [في القرآءات السبع وبيان تواترها]
  وقيل: سعد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش، ولغتان على ألسنة العرب، وترجع الأحرف السبعة بحسب ما تشمل عليه من المعاني إلى:
  ما اختلف لفظه ومعناه: نحو قراءة {قَالَ رَبِّي} {وقل ربي}.
  وإلى ما اتحد لفظه ومعناه: ويتنوع معه النطق بها كالإظهار والإدغام والروم والإشمام والترقيق والمدّ والقصر والإمالة والفتح والتحقيق والتسهيل والإبدال والنقل ونحوهما مما يعبر عنه القراء بالفرش، ويدخل تحت الأحرف السبعة؛ لأنه واحد منها وليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى وإنما هي صفات متنوعات لا تخرجه عن كونه حرفاً.
  وإلى ما اختلف لفظه واتحد معناه.
  (وقيل: المراد) بالأحرف (معاني الأحكام ثُمَّ اختلفوا في تعيينها) على أقوال:
  فقيل: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، ومثل وإنشاء وخبر.
  وقيل: ناسخ ومنسوخ، وعام وخاص، ومجمل ومبين، ومفسر.
  وقيل: أمر ونهي، وطلب ودعاء، وخبر واستخبار وزجر.
  وقيل: وعد ووعيد، ومطلق ومقيد، وتفسير وإعراب وتأويل.
  قال المازني: وهذا القول خطأ؛ لأنه ÷ أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف، وقد تقرر إجماع المسلمين أنه يحرم إبدال آية أمثال بآية أحكام.
  (وقيل: ليس المراد) بكونها سبعة (حقيقة العدد) بحيث لا تزيد ولا تنقص، (بل) المراد (السعة والتيسير) ورفع الحرج بما هو من لغات العرب، من حيث أن الله إذن لهم في ذلك، وهو قول القاضي عياض، وهو يشعر به كلام فيبينه؛ إذ العرب تطلق السبع والسبعين والسبعمائة كما في قوله تعالى {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}[التوبة: ٨٠]، {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}[البقرة: ٢٦١]، من غير قصد لغة.
  وقد قيل في تفسير السبعة الأحرف المراد في صورة التلاوة، وكيفيّة النطق بكلماتها، من إظهارٍ وإدغام وللختم وتحقيق وإمالة ومد؛ لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه فيسر الله عليهم.
  وقيل: المراد خواتم الآي فيجعل مكان غفور رحيم، سميع بصير.