فصل: [في أبحاث متعددة]
  قلت: ويشهد له ما أخرجه أبو داود من جملة حديث في حديث إنزال القرآن على سبعة أحرف، ثُمَّ قال: «ليس منها إلاَّ شافٍ كافٍ إن قلت سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذابٍ».
فائدة:
  ولكنه يضعف بالإجماع على منع تغيير القرآن للناس.
فائدة
  قال القاضي أبو بكر الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله ÷، ونقلها عنه الأئمَّة، وأثبتها عثمان والجماعة ¤ في المصحف، واحترزوا بصحتها، وإنما حذفوا عنها مالم يثبت متواتراً، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضادة ولا متنافية، وأمَّا الطحاوي فزعم أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصةً للضرورة ولاختلاف لغة العرب، ولمشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة ردت إلى واحدٍ.
فصل: [في أبحاث متعددة]
  في بيان ما يستفاد من اختلاف القرآءات، وطريق معرفة قدر الآية ومحلها، ووجه إعجاز القرآن وسلامته عن المطاعن، والخلاف في تواتر غيره من المعجزات:
  أمَّا الأول: فقد ذكر السيد | منه ثمان فوائد وهي قوله:
[الأول: فوائد اختلاف القرآءات]
  (واختلاف القرآءات):
  [١] (إمَّا لبيان أصل الحق، ودفع أصل الزيغ) قال السيد: ومثاله على قواعدنا قراءة من قرأ في سورة الأنعام {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا}[الأنعام: ١٤٨]، فقراءة السبعة بالتشديد وعن بعضهم بالتخفيف، وهي موضحة لأصل الحق.