[الثاني: طريق معرفة قدر الآية ومحلها]
  قال الزمخشري ¦: الآيات علم توقيفي لا محال للقياس فيه، ولذا عدوا {الم ١} آية حيث وقعت، و {المص ١} آية، ولم يعدوا {المر} و {الر}، وعدوا {حم ١} آية في سورها، و {طه ١}، و {يس ١}، ولم يعدوا {طس}.
  قال في الإتقان: ومما يدل على أنه توقيفي ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود.
  وعن زرعة عن ابن مسعود، قال: أقرأني رسول الله ÷ سورتين من الثلاثين من ال حم، قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين .... الحديث.
  وقال ابن العربي: ذكر النبي صلى الله عليه أن الفاتحة سبع آيات، وسورة الملك ثلاثون آية، وصح أنه قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران.
  وقال أيضاً: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة فيه.
  أمَّا الإجماع: فنقله غير واحد، منهم الزركشي في البرهان، وأبو جعفر بن الزبير في مناسباتِه، وعبارته: ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه ÷ وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين.
  وأمَّا النصوص: فمنها: ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر ﷽، ووضعتموها في السبع الطول، فقال عثمان: كان رسول الله ÷ تنزل عليه السورة ذات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعى بعض من كان يكتب فيقول «ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا»، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، فكانت قضيتها شبيهة بقصتها، فظننا أنها منها. الحديث بطوله.
  ومنها: ما أخرجه أحمد بإسناد حسن عن عثمان بن أبي العاص، قال: كنت جالساً عند رسول الله ÷ إذا بشخص نبصره ثُمَّ صوته ثُمَّ قال «أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه بهذا الموضع من هذا الموضع من هذه السورة {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}[النحل: ٩٠]،» الآية.