[الثاني: طريق معرفة قدر الآية ومحلها]
  ومنها: ما أخرجه البخاري عن ابن الزبير قال: قلت لعثمان {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ}[البقرة: ٢٣٤] الآية، قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها؟ قال: يا ابن أخي لا أغير شيئاً منه من مكانه.
  ومنها: ما أخرجه مسلم عن عمر قال: ما سألت النبي ÷ عن شيء مما يأتيه سؤالي عن الكلالة حتَّى طعن بأصبعه في صدري، وقال «تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء».
  ومنها الأحاديث في خواتم سورة البقرة، وقد طول السيوطي في الإتقان، وأتى بما يشفي ويكفي.
  وقال مكي وغيره: ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي ÷.
  وقال القاضي أبو بكر: ترتيب الآيات واجب وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في مكان كذا.
  قال السيوطي: وأما ترتيب السور فهل هو توقيف أو اجتهاد من الصحابة؟ فيه خلاف، فجمهور العلماء على الثاني.
  قال ابن فارس: جمع القرآن على ضربين:
  أحدهما: تأليف السور، كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين، فهذا هو الذي بوبه الصحابة وجمعته.
  وأمَّا الجمع الآخر: وهو جمع الآيات في السور فهو توقيف تولاه النبي ÷ أخبره جبريل #.
  قال: وذهب إلى الأول جماعة، قال ابن الأنباري: أنزل الله القرآن إلى سماء الدنيا ثُمَّ فرقه في بضع وعشرين سنة، وكانت السورة تنزل، الأمر يحدث والآية جواباً لمستخبر، وجبريل # يوقف النبي ÷ على موضع الآية والسور، تسياق السور كما تسياق الآيات والحروف على النبي ÷، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن. انتهى.
  وقد طول في الإتقان هذا، فعليك به فليس هذا موضع الاستيفاء.