الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[الثالث: وجه إعجاز القرآن]

صفحة 319 - الجزء 1

  ورابعها: قوله تعالى {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١}⁣[النصر: ١]، يعني بذلك ما وعده من فتح مكة، ثُمَّ أنجزه الله ما وعده.

  وخامسها: قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}⁣[النور: ٥٥] الآية، فكان كما أخبر.

  وسادسها في انهزام المشركين في يوم بدر: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥}⁣[القمر: ٤٥]، فكان كما قال.

  وسابعها: قوله تعالى {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ٢٧}⁣[الفتح: ٢٧].

  وثامنها: قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٣٣}⁣[التوبة: ٣٣]، فكان كما قال.

  وتاسعها: قوله تعالى {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}⁣[الفتح: ٢٠]، فلما تضمن هذا عرفنا إعجازه.

  قال: وقد حكى أصحابنا هذا القول كما ترى والذي عندي أنه لا يقول أحد أن وجه إعجاز القرآن الإخبار فيه بالغيب؛ لأنه يلزم في كل خبر تضمن الإخبار بالغيب أن يكون معجزاً، فتكون التوراة والإنجيل معجزاً، واللازم منتف، ويكون قوله ÷ لعلي # «ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين»، والخبر الذي أذن علياً # بقتله ذا الثدية ومخدج اليد، وقوله لعمار بن ياسر «تقتلك الفئة الباغية»، وقوله لسراقة «ستلبس سوار كسرى»، معجزاً ولا قائل بذلك.

  نعم، قد عد الرازي وغيره الإخبار بالغيب معجزة، هكذا قاله والدنا العلامة عز الدين محمد بن عز الدين حفظه الله تعالى، فلا يخلوا قول الإمام عن تأمل⁣(⁣١).


(١) العجب من المصنف | حيث احتج بكلام الرازي، وأشار إلى ضعف كلام الإمام #، وعندي أن كلامه أجيد، وأن الإخبار بالغيب معجزة للنبي ÷، وكونه في القرآن يدل على إعجاز القرآن، وأما أن القرآن معجز لذلك فقط، فغير مسلّم، لأن الله قال في تحدي العرب {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} وفيه سورة لا تتضمن الإخبار بالغيب، فليتأمل، تمت من حاشية على النسخة (أ) ..