[الخامس: تواتر غير القرآن من المعجزات]
  فيه لحناً نحو {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه: ٦٣]، {لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ}[مريم: ٦٩]، وأمثال ذلك لا يلتبس توجيهه على من له أدنى مسكة بعلوم العربية.
[الخامس: تواتر غير القرآن من المعجزات]
  (و) أما تواتر غيره فنقول: معجزاته ÷ كثيرة عد بعضهم منها أربعة آلاف معجزة، منها ما يعلم ضرورة، ومنها ما يعلم استدلالاً، والقرآن منها متواتر اتفاقاً.
  واختلف في تواتر غيره والأصح أنه (قد تواتر غيره من المعجزات، وفاقاً للبغدادية) وذلك كانفجار الماء من بين أصابعه ÷ في بعض غزواته، وقد قل عليهم الماء، وحنين الجذع الذي كان يخطب عليه قبل أن يعمر له المنبر، فإنه حن لفراقه حتَّى ضمَّه إليه، وإشباع الخلق الكثير من الطعام اليسير، وقصص هذه المعجزات مستوفاة في سيرته # وفي كتب الحديث.
  (وخلافاً للشيخين) أبي علي وأبي هاشم حيث قالا: لم يتواتر غير القرآن بدليل إنكار مخالفينا كاليهود والنصارى وغيرهم، فإنه لو تواتر لشاركونا في العلم به.
  وأجاب المهدي #: بأنه لا يلزم ذلك لجواز كونه من المتواتر الذي يفتقر إلى البحث والتفتيش ككثير من الأخبار، وإذا كان كذلك جاز أن لا يعلمه إلا القليل من علمائهم الذين يجوز على مثلهم التواطؤ على الإنكار، قال: ويجوز أنهم اعترفوا بكونه متواتراً وعلموه، وطعنوا في كونه معجزاً كما طعنوا في إعجاز القرآن، ومن ثَمَّ لم يسلموا مع العلم به.
  قال في الغايات: وجملة ما ذكره أبو القاسم البلخي في كتابه المعروف بعيون المسائل: من ذلك انفجار الماء، وحنين الجذع، وإشباع الخلق الكثير من اليسير، ومجيء الشجرة تخُد الأرض، وتسبيح الحصى في كفه، وكلام الذراع المسموم، وكلام الذئب، وحديث الاستسقاء، ورد الشمس عن الغروب حتَّى خشي فوت صلاة العصر، وانقضاض الكوكب، وحديث المعراج، والإخبار بالغيب، قال: فهذه كلها متواترة على رغمه، لكن ليس كتواتر القرآن.