الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معنى الصلاة على النبي وآله]

صفحة 38 - الجزء 1

  ولما رواه أحمد بن سليمان عن علي # قال: سألت النبي ÷ عن تفسير الآية، فقال: «هم ذريتك ووَلدك، إذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم على ثلاثة أصناف: الظالم لنفسه - يعني الميت بغير توبة -، ومنهم المقتصد من استوت حسناته وسيئاته من ذريتك، ومنهم سابق بالخيرات من زادت حسناته».

  [وقد روى في الكشاف مثل ذلك في هذه الآية/ والذي يختاره العدلية كافة الزيدية والمعتزلة: أن من مات غير تائب هالك، للأدلة القاطعة، وكفى بقوله {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} الآية، وإن كنا لا نثبت الموازنة]⁣(⁣١).

  وبهذا وبغيره من الأحاديث الكثيرة في المعنى يتضح أن المراد بالمقتصدين في الآية من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، لا من لم يدع ولم يظهر كما لمح إليه السيد في قوله: والمقتصدين، وإن كنا لا نثبت الموازنة، وفيه أحاديث واسعة من طريق القوم، وقد أفردت له موضعاً.

  واعلم أن السابقين من أهل البيت $ كثيرون، والمقتصدون بالمعنى الذي أرادهم: كزين العابدين، وابنه محمد، وابنه جعفر، وابنه موسى، وأحمد بن عيسى، وعبد الله بن الحسن، وغيرهم ممن يصعب حصره، وهؤلاء - يعني السابقين والمقتصدين - هم (من أبنائهم المنتخبين)، والأبناء جمع ابن وهو الولد، ومن هنا للتبيين.

  والمنتخبين: المختارين، والضمير في أبنائهم عائد إلى النبي وعلي وفاطمة والحسنين À أجمعين.

  (والصلاة على أصحابهم) عائد إلى النبي ومن ذكر معه، والصاحب في أصل اللغة: من كثرت ملازمتَه للغيرِ، بحيث يريد نزول الخير به، ودفع الشر عنه، وإن لم يتبعه في عقائده ودينه، وإن كان المقصود به هنا المتبع وسيأتي مزيد بحث لذلك إنشاء الله تعالى.

  (وصلواته على أتباعهم) جمع تابع: وهو اللاحق (إلى يوم الدين) أي يوم الجزاء، ومنه قوله (كما تدين يدان)، وببيت الحماسة:

  ولم يبقَ سِوَى العُدْوان ... دناهم كما دانوا


(١) ما بين القوسين زيادة من هامش النسخة (أ) وصححه في آخرها بقوله: صح.