الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في معرفة معنى المتشابه]

صفحة 337 - الجزء 1

  وقال أبو الخطاب من الحنابلة⁣(⁣١): يحتمل أن لا يرجع إليه إن قلنا: إن قول الصحابي ليس بحجة، والصواب الأول؛ لأنه من باب الرواية لا الرأي، وما قاله الحاكم نازعه فيه ابن الصلاح وغيره، وقالوا: ذلك مخصص بما فيه سبب لنزول أو نحوه مما لا مدخل للرأي فيه.

  (ثُمَّ) بعد الصحابة تفسير (العلماء الثقات) كالحسن البصري، وعمرو بن عبيد، (سيما أهل اللغة والعربية) لأنهم أعرف بلغات القرآن وإعرابه؛ ولأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ولذلك قال مالك ¦: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً. رواه البيهقي⁣(⁣٢).

  وروي عن أحمد الحظر من تفسير القرآن باللغة وعدمه، ولا سيما من لا يفسر إلا عن توقيف، فإنه راجح على غيره.

  (والرواية أعلى مراتبها القرابة) من النبي ÷ لمزيد حفظهم لأقوال النبي ÷، ولله در المنصور بالله حيث يقول:

  كم بين قولي عن أبي عن جده ... وأبو أبي فهو النبي الهادي

  وفتى يقول روى لنا أشياخنا ... ما ذلك الإسناد من إسنادي

  (ثم الصحابة) لقرب عهدهم بالنبي ÷.

  (ثم مفسرو التابعين الثقات) ومن أشهر ثقاتهم المصنفين في التفسير: مجاهد بن جبر المكي⁣(⁣٣)، وعطاء بن أبي رباح⁣(⁣٤)، وقتادة بن دعامة⁣(⁣٥)، والحسن البصري، وأبو العالية رفيع بن مهران⁣(⁣٦)،


(١) الشيخ أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن الكلوذاني، ولد سنة (٤٣٢) هـ، ومات في جمادى الآخرة سنة (٥١٠) هـ، ذكره في طبقات الحنابلة.

(٢)

(٣) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المقري المفسر، مولى بني مخزوم، صاحب العدل والتوحيد، عداده من ثقات محدثي الشيعة، من التابعين، ولد بمكة سنة (٢١) هـ، وسمع عائشة، وابن عمر، وابن عباس، وقرأ عليه في التفسير، استقر بالكوفة، وله تفسير اعتمد عليه المفسرون، روى عن سعيد بن جبير وطاووس بن كيسان وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعنه الأعمش، وعكرمة، وعطاء، وليث بن أبي سليم، وغيرهم، خرج له أئمتنا الخمسة، والناصر للحق، والجماعة، توفي سنة (١٠٤) هـ.

(٤) عطاء ابن أبي رباح، أحد أعلام التابعين، قال الباقر #: خذوا من حديث عطاء ما استطعتم، وثّقه غير واحد، توفي سنة سبع أو خمس عشرة ومائة.

(٥) قتادة بن دعامة بن قتادة أبو الخطاب السدوسي، البصري، الأكمه، عدّه المنصور بالله # من رجال العدل، فقيه، مفسر، حافظ للحديث، عالم بالشعر والأنساب، وتاريخ العرب، وكان مضرب المثل في الحفظ، ولد سنة (٦٠) هـ، روى عن أنس بن مالك، وحميد بن عبد الرحمن والحسن البصري، وأبي قلابة، ورجاء بن حيوة، وأبي حسان الأعرج، وابن المسيب، وطائفة، وروى عنه الأوزاعي، وشعبة، وأبو عوانة، وحماد بن مسلمة، وخلق كثير، مات بواسط في الطاعون، سنة (١١٨) هـ، له مؤلفات منها: تفسير القرآن، الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، خرج له أئمتنا الخمسة، والسيد أبو العباس، وأبو الغنائم، والسيلقي، والجماعة.

(٦) رفيع بن مهران، الرياحي بالولاء، أبو العالية البصري، محدِّث، مقرئ، مفسر، من كبار التابعين، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة رسول الله ÷، روى عن أمير المؤمنين، وابن مسعود، وأبي ذر الغفاري، وآخرين، وعنه ثابت البناني، وحميد بن هلال، وداود بن أبي هند، وابن سيرين، وآخرون. قالوا: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن منه، وبعده سعيد بن جبير، وله تفسير، اختلف في وفاته قيل: سنة ٩٠ هـ، وقيل: سنة ٩٣ هـ، وقيل سنة (١٠٦) هـ، وقيل: سنة (١١١) هـ.