الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في معرفة معنى المتشابه]

صفحة 340 - الجزء 1

  ومنهم محمد بن سليمان الأنباري⁣(⁣١)، وعطية العوفي⁣(⁣٢)، ومحمد بن السائب الكلبي⁣(⁣٣)، ومقاتل بن سليمان⁣(⁣٤) واهيان جداً، لا سيما مقاتل بن سليمان فقد كذبه غير واحد.

  قلت: ولم يوثقه أحد، واشتهر عنه التجسيم والتشبيه.

  (و) تفسير (من بعدهم) أي التابعين (كذلك) أي الثقات الأقرب فالأقرب، ليحترز عمن جُرِحَ أو كُذِّب بعد أولئك، كأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، توفي عام (٣٥١) هـ، وإنما سقت لك ذكرهم لاستدعاء المصنف لذلك، وليكون نافعاً لك إن شاء الله في غير هذا الكتاب مع اختصار، ولأن المفسرين أكثروا من حكاية الأقوال المختلفة، والحق يضيع بين قولين فصاعداً، فأرشدت إلى طريق الترجيح، وبقية المفسرين مذكورون في كتب الرجال، ولكن المدار على من ذكرت.

  (ويجب رفض تأويل المبتدعة).

  فإن قيل: كيف نرفض تأويل المبتدعة وفي قبول خبرهم الخلاف فيلزم مثله في التأويل؟.

  قلنا: إن رووا التفسير مسندين له إلى غيرهم فالكلام واحد، وإلاَّ فمن الجائز أنه عن رأيهم.


(١) محمد بن سليمان الأنباري، أبو هارون، ابن أبي داود، قال الخطيب كان ثقة، وقال مسلمة: ثقة، وقال ابن حجر: صدوق من العاشرة، مات سنة (٢٣٤) هـ.

(٢) عطية بن سعد بن جنادة العوفي، الجدلي الكوفي، أبو الحسن من ثقات محدثي الشيعة، وأحد المشاهير، من رجال الحديث، خرج مع ابن الأشعث، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي يأمره باستدعاء عطية وإلزامه بسب أمير المؤمنين #، وإن لم يفعل فيضرب ٤٠٠ سوط، وتحلق لحيته ورأسه، فلم يفعل فأجرى عليه العقاب، ثم لجأ إلى فارس، واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج، فلما ولي العراق عمر بن هبيرة أذن له في القدوم فعاد إلى الكوفة ومات بها سنة (١١١) هـ، له كتاب في تفسير القرآن.

(٣) محمد بن السائب بن بشر بن عمر الكلبي، أبو النضر الكوفي، روى عن الشعبي، والأصبغ، وأبي صالح، وكميل، وروى عنه ابنه هشام، والثوري ومندل وشعبة، قال في الجداول: طعن في روايته النواصب واعتمده الأئمة، عده الإمام الهادي الحسن بن يحيى في الأصحاب، وقال في الجامع الوجيز: محمد بن السائب الكلبي صاحب الأخبار والتفسير الكبير من الزيدية الأعلام، توفي سنة (١٤٦) هـ.

(٤) مقاتل بن سليمان الأزدي، البلخي المفسر، أبو الحسن، روى عن مجاهد والضحاك وأبي إسحاق وعطاء بن أبي رياح، وروى عنه عبد الرزاق وعلي بن الجعد والمغيرة بن عبد الله وغيرهم، كان مشبهاً، وقالوا: كان يكذب، روى له أحمد في المسائل. انتهى من الجداول.