الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[شرح بقية ألفاظ المقدمة]

صفحة 41 - الجزء 1

  (وأضفت) أي ضممت أو نحوه (إليها من مذهب شيوخ العدل) وهو القول بأن الله لا يفعل القبائح، ولا يخل بالواجب، وأفعاله كلها حسنة، (والتوحيد) وهو القول بوحدانية الله سبحانَه وتعالى، وعدم الشريك في ملكه، وذلك الذي أضاف إليها (ما هو أعذب من الفرات) وهو نهر معروف عذبُ الماء، كانت عليه وقعات صفين، فاصل بين الشام والجزيرة، وهو من أنهار الجنَّة، أَخرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي ÷: «سيحان وجيحان والفرات والنيل من أنهار الجنَّة» قال في شرح مسلم: وسيحان وجيحان عين سيحون وجيحون، وسيحان وجيحان ببلاد الأردن بقرب الشام، وجيحان نهر المضيضة، وسيحان نهر أذنة، والنيل بمصر، وجيحون نهر وراء خراسان، وكذا سيحون غير سيحان.

  قيل: والأصح أن كونها من الجنَّة على ظاهره، وأن لها مادة من الجنَّة، وقد ذكر مسلم في حديث الإسراء: «أن النيل والفرات يخرجان من الجنَّة»، وفي البخاري «من أصل سدرة المنتهى»، ويحتمل أنه أراد بالفرات الماءَ العذبَ، قال تعالى {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ٢٧}⁣[المرسلات: ٢٧]، لكن حمله على المعنى الأول أبلغ؛ إذ يكون فيه مبالغة كليَّة لوصفه بأنَّه أعذبُ مما هو من أنهارِ الجنَّة، (وأحلى من جنا التوحيد) وهو نوع من التمر مختار، قال المتنبي:

  يترشفن من فمي رشفاتٍ ... هن فيه أحلى من التوحيد

  وقيل: أراد الشاعر بالتوحيد بالمعنَى الأوَّل.

  (و) أضفت إليها (من مذاهب غيرهم من علماء الأمَّة الأحمدية) نسبة إلى أحمد من أسمائه، وأفاد عصام في الأطول أن النكتة الواعية إلى إيراده ÷ في الكتب السَّالفةِ بلفظِ أحمد دون محمد لسابقة حمد ربه ø على حمد الناس إياه، (وحِكَمِ العصابة المحمدية) كذلك، والعصابة: هي الجماعة، وجمعها عصائب، قال:

  إذا ما غزوا بالجيش أبصرت فوقهم ... عصائبَ طير تهتدي بعصائب

  فإذا عرف ما ذكر أولاً (فليثق باحث كنوزها) هي جمع كنزٍ، وهو المال المدفون، وفيه استعارة بالكناية وتخييلية، وبيان ذلك على مذهب صاحب التلخيص: