الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[شرح بقية ألفاظ المقدمة]

صفحة 42 - الجزء 1

  أنه شبه مرجع الضمير في كنوزها، وهو النخب بالأرض بجامع كون كل منهما سبباً للانتفاع، الأولى سبب الانتفاع في الدنيا، والثانية سبب في الانتفاع في الآخرة، وذلك التشبيه مضمر في النفس، ودلَّ عليه بإثبات البحث والكنوز، فذلك التشبيه هو الاستعارة بالكناية، وإثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية.

  (بنيل أمله) أي إدراكه، (وليستعن كاشف) أي مظهر (رموزها) وهي جمع رمزٍ، وهو الإشارة بالحاجب للشيء الخفي، ولا يخفَى الوجه الجامعُ بينهمَا، (بإصلاح نيته وعمله، ومن تأمَّلها) بمعنى تفكر في حال كونِه (مُنْصِفَاً) من الإنصاف وهو حسن المعاملَةِ، (وجعل فكره الصحيح لمعانيها مِنْصَفَاً) - بكسر الميم - أي خادماً يستعين به على عرفَان ما فيها، والإحاطة بمعانيها، وهذا من الجناس غير التام، وفيه تشبيه بليغ محذوف الأداة؛ لأنَّ التقدير جعل فكره كالخادم؛ لأنه شبه الفكر في المسائل الدقيقية، والمعاني الرشيقة، وتصرفه فيها كل مذهبٍ، وتنقيحه لأقوال أهلِ المذهب، بالخادم المتصرف به في الأعمالِ، والمستعان به.

  (علم أنها لباب) وهو باطن الشيء، (نزع قشره) قال في القاموس: والقشر - بالكسر - عيبتا الشيء خلقة أو عرضاً، والجمع قشور، (و) علم أنها (عباب) أي بحر، قال:

  عباب بحر ضاحك زهوق

  (لا يدرك قعره) أي أسفله، وفيه «إن قعر جهنَّم لسبعين خريفاً» وفي هاتين السجعتين - أعني في قوله: لباب وعباب - تشبيه بليغ؛ إذ التقدير علم أنها كلباب نزع قشره، وكعباب لا يدرك قعره، والقشر والقعر ترشيح للتشبيه.

  (و) من تأملها (تيقن أنها على صغر حجمها) وهو الملمس الناتئ تحت يدك، والجمع حجوم ذكره في القاموس، (محيطة) أي محتوية (بزُبَدٍ) أي بخلاصةِ (المختصرات) جمع مختصر ضدُّ المتوسط، (و) تيقن أنها محتويةٌ على (محاسن البسيطة) أي المطولة من (الأمهات المعتمدة)، والأمهات جمع أم بمعنى المأخوذ منها، سميت بالأم بجامع الإستمداد والإستخراج، وأراد بها كتابَ الحاوي للإمام يحيى⁣(⁣١)،


(١) هو الإمام المؤيد بالله أبو إدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد التقي الجواد بن الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيد العابدين علي بن الحسين السبط بن الإمام علي $، =