فصل: [في النهي وصيغته]
الباب الثاني من أبواب الكتاب: باب النهي
فصل: [في النهي وصيغته]
  (هو) اصطلاحاً (قول) خرج غير القول من الإشارة، قيل: ولو قال كلام، لكان أولى لأنه أخص، (إنشائي) يخرج نحو: أنا أمنعك من كذا (دال) بهيئته (على المنع من الفعل) خرج الأمر؛ إذ يدل على طلب حصول الفعل لا على المنع منه، قيل: وهذا ينطبق على القولين في أن مطلوب النهي ترك أو فعل وهو الكف، وزدنا بهيئته تبعاً لبعضهم، قال: وإنما قلنا بهيئته ليخرج نحو: امتنع عن الضرب، فإنه وإن دل على المنع لكن دلالته عليه بمادته لا بهيئته، ولو صرح به لكان أولى.
  وقوله (حتماً) يخرج المكروه، وفيه تنبيه على ما اختاره في النهي كما ستعرفه إنشاء الله تعالى.
  وقوله (على جهة الإستعلاء) يخرج الدعاء والالتماس.
  (و) النهي (له حرف واحد، وهو لا الجازمة)، لا النافية (نحو: لا تفعل بالتاء) الفوقانية (للمخاطب) أي لجنس المخاطب مفرداً كان أو مثني أو جمعاً مذكراً أو مؤنثاً، (والياء) التحتانية (للغائب) المذكر مفرداً أو أكثر، وقس عليهما غائب المؤنث كذلك.
  (وتستعمل صيغته) وهي لا تفعل، (في معان) ثمانية (وهي):
  [١] (التحريم) نحو: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[الاسراء: ٣٢].
  [٢] (والكراهة) نحو: لا تأكل بشمالك.
  [٣] (والتهديد) نحو قول السيد لعبده: لا تفعل هذا، وهو يريد فعله منه.
  [٤] (والتحقير) نحو: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}[طه: ١٣١].
  [٥] (والعاقبة) نحو: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}[آل عمران: ١٦٩]، أي عاقبة الجهاد الحياة لا الموت.
  [٦] (والدعاء) نحو: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}[آل عمران: ٨].
  [٧] (واليأس) نحو: {لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}[التحريم: ٧].
  [٨] (والإرشاد) نحو: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}[المائدة: ١٠١].