قصبات سبق رهانه، هو السيد العلامة الصلاحي صلاح بن أحمد بن المهدي المؤيدي، الذي ألف وحقق، وجمع ودقق، واستخرج الكنوز والذخائر، وأبان عن مدفونات الحفائر، وكشف عن مخبآءات الستائر، بصافي فكره، وثاقب نظره، قد أحاط بقواعد الأصول إحاطة السوار، وجمع فيه ما تفرق في المجلدات الكبار، ولخص فيه ما كثرت عباراته عند أولي النظر والإعتبار، فصار فصّ الشروح، ووضحت أنواره غاية الوضوح، فلا يكاد يستغني عنه عالم، ولا تخفى أنواره على ذي نظر فاهم.

  وهو هذا الكتاب الذي بين يديك أيها الطالب، فهو لب اللباب، ودليل موصل لأولي الألباب، إلى معرفة أحكام السنة والكتاب، ودلالات الخطاب، وما يتعلق بها من العلوم المترتبة على هذه الأبواب، والمتفرعة على تلك الغايات الصعاب، يحتاج إليه كل طالب، ويستفيد منه الراغب.

  ولا نطيل بالمدح والثناء، والتقريظ والإطراء، فمن فتشه عبر عنه بحسب ما توصل إليه، واستفاد منه، وهو يعبر عن نفسه، ويعرب عن نفيسه أعظم من تعبير الغير عنه، ولسنا بصدد التحدث حول تلك البحوث، وإنما الغرض الإشارة والتنبيه.

  ونذكر هنا ترجمة موضحة ومفصلة لبعض أحوال الشارح |، ليكون المطلع على معرفة به ومكانته، وبعدها ترجمة لصاحب الفصول السيد صارم الدين الوزير.

  فأقول وبالله أصول، ومنه أستمد الإعانة والهداية، وعليه أتوكل في البداية والنهاية: